السبت، 4 أغسطس 2018


التاريخ في سـرد شريف عابدين الفانتازي
قراءة في رواية زلاتيا

بقلم: أحمد إبراهيم أحمد
عن المنهج
بدأ ظهور النقد الثقافي  اعتباراً من عام 1964 م عندما تأسس في بريطانيا مركز برمنجهام للدراسات الثقافية المعاصرة cultural studies Birmingham center for contemporary ومر المركز بتطورات عديدة مع تحولات ما بعد البنيوية، وأشار إنّ هوجارت أول رئيس للمركز إلى مصادر للنقد الثقافي وهي: تاريخية فلسفية - سوسيولوجية - أدبية نقدية - عوامل اقتصادية ومادية.
دعا الباحث الأمريكي فنسنت ليتش في بداية تسعينات القرن العشرين إلى (نقد ثقافي بعد بنيوي) مهمته الأساسية تمكين النقاد من تناول أوجه الثقافة المختلفة خاصة تلك التي يهملها عادة النقد الأدبي المعاصر للخروج من نفق النقد الشكلي كما تفهمه المؤسسات الأكاديمية الرسمية التي حصرت النقد في إطار الأدب.
وينظر عبد الله الغذّامي للنقد الثقافي كأداة لكشف حيل الثقافة في تمرير أنساقها المضمرة في النص تحت أقنعة ووسائل تتخفى تحت أغطية البلاغة حيث يسعى النقد الثقافي لفضحها.
وتأتي هذه المقاربة لقراءة رواية زالاتيا كقراءة نقدية ثقافية، لا تنفي المنهج البنيوي بل تحاول الإفادة منه.
التاريخ المسكوت عنه
تصعب الكتابة عن رواية الدكتور شريف عابدين زلاتيا دون الخوض في بحيرات التاريخ المالحة؛ رغم وقوع صفحات من التاريخ في ضباب بين المعلوم والمسكوت عنه؛ مما يُقنع الغالبية بتجاهل هذا المسكوت عنه؛ والبقاء بين أحضان المعلوم الذي تتبناه وجهة نظر تنتمي غالباً إلى سلطة ما، أو تدغدغ مشاعر المتلقي بقول يريحه حتى يأتي بعض الجادين الذين يؤرقهم خلل المطروح، فيدلون بدلوهم إنصافاً للحقيقي والمنطقي وغالباً ما يكون عملهم إبداعياً، فتزداد حيرة المتلقي العادي بينما تنير هذه المحاولات طريق المتلقي الأكثر نضجاً، فيفكر ويعيد قراءة التاريخ.
هذا ما فعله شريف عابدين تحديداً لاستقراء منظور الرجل الذي يتطلع إلى الطاعة العمياء، مُستحضراً من التراث العالمي رغبة بيجماليون في امتثال التمثال من جالاتيا الإنسان من خلال مخطوط فيلو استفانوس لتقديم قراءة عن جزء من التاريخ المصري أثناء الحملة الفرنسية ألا وهي حكاية زبيدة البواب، ومقارنة هذه الحكاية بواقع علاقة المرأة بالرجل في مثلث أضلاعه الأسطورة والتاريخ والواقع؛ مما يستلزم من القارئ لاستيعاب مضمون الرواية معرفة غير هينة بالعديد من الموضوعات الثقافية/ المعلوماتية أبرزها علم النفس، وقضايا الفمينزم، يضاف إليها القدرة على تمييز الرؤية الخاصة لمقومات الإبداع السردي حيث تميز كل هذه الموضوعات الثقافة التي يتمتع بها الكاتب.
بيئة السرد
تتناول الرواية استهداف المرأة عبر العصور بطرح ثلاثة نماذج نسائية؛ تتقاطع سردياً فيها علاقة المرأة بالرجل بعقد تناظر مجازي مع أسطورة بجماليون.
يعبر اسم البطلة / الرواية زﻻتيا عن معادل عصري لـ (جاﻻتيا) امرأة بجماليون باستخدام ذكي للإبدال اللغوي، فيستبدل الكاتب حرف الجيم بحرف الزين، ليؤكد الرابطة بين شخصيتي (جالاتيا) وبطلته (زلاتيا) من لحظة التعامل مع غلاف الرواية كمدخل لها؛ حيث تحاول زﻻتيا التمرد على زوجها الفرنسي المعادل لبجماليون، فيتخلى عنها ويسعى لتدميرها، لتجد نفسها في حالة صراع مرعب مع المجتمع الذي خرجت عن عُرْفِهِ لترتبط بهذا الزوج، فتواجه محاكمة متعسفة غير مُتاح لها فيها فرصة عادلة للدفاع عن نفسها؛ وحين تتوجه إلى السفارة الفرنسية لمعرفة نتيجة قضية رفعتها لضم ابنها إلى حضانتها؛ تتسلم رسالة من مدير الشئون القانونية يبلغها فيها برفض طلبها، ويطلب منها التوجه إلى نيابة أمن الدولة، فتصاب بإغماء وتنقل للمستشفى، لتصاب بكابوس متكرر، يستدعي عرضها على عيادة اضطرابات النوم لمراقبة الكوابيس التي تنتابها، فيقدم لنا من خلال خبرته الطبية تفاصيل عيادات النوم، ويستخدم هذه المعرفة في تحليل فرويدي مهم لشخصية بطلة السرد.
يكشف لنا جزء المحاكمة من السرد عن جانب كافكاوي يتناص مع رواية فرانز كافكا (المحاكمة) فنجد الساردة تحلم أنها تدافع عن نفسها لكنها تجد امرأة تتماهى معها في جلسات المحاكمة... (زبيدة) التي تمر بظروف مشابهة حيث تنبري للدفاع عنها كما لو كانت في محاكمة واقعية تكشف فيها كثير من الحقائق، ويستدعي السياق المرأة الثانية (زاهية) التي تستهدف البطلة باتهامات مشينة كل ذلك في قالب سردي بُني على استدعاء زبيدة ومحاكمتها، لتتوالى الأحداث في الحلم، فهل يكفي الحلم لسرد مثل هذه التفاصيل حتى مع استعمال تقنيات سرد متقدمة (متا سرد) تتجاوز تقنيات السرد التقليدية؟
سيجد البعض أن الواقع ربما كان ملائماً أكثر لسرد هذه التفاصيل؛ لكن - في الواقع - كان استخدام الحلم أكثر موائمة للتعامل مع عقل البطلة الباطن فحين تفيق من الكابوس، ويستغرقها البحث عن السر وراء تلك الاتهامات المشينة، تستعرض علاقتها بتلك المرأة زاهية وتقاطعها مع حياتها؛ مما يتيح لنا نحن المتلقين فرصة التعرف على قصة حياتها بالعودة بالأحداث للخلف Flashback لنصل في النهاية لمعرفة تفاصيل دوافع زواج الساردة، والخلاف بينها وبين الزوج الفرنسي، ومصير العلاقة بينهما.
بنية السرد والحكاية
اعتمد بناء السرد في رواية زلاتيا على تقنيات سرد متنوعة يقوم بها السارد العليم، والساردة المشاركة، وتيار الوعي، وتداعي الذاكرة، والعودة بالأحداث للخلف Flashback ثم الحلم، وتقنية الميتا سرد؛ حيث تدور الرواية في إطار فانتازي من ثلاثة أجزاء قبل الحلم – الحلم - بعد الحلم على هامش حضور زبيدة للمحاكمة، حيث يستدعي من خلال تقنية الميتا سرد الكاتب الروائي الفرنسي (جينولييه) الذي تناول تلك المرحلة من تاريخ مصر.
ويتداخل السرد في دوائر متوازية تسرد الأولى حصار داعش تنظيم الدولة لقرية عفرين - بوابة حلب - ودعوة أهلها للتعاون معهم، والتلويح بأمجاد الأكراد في نصرة الإسلام، والإشارة لسليمان الحلبي ابن عفرين فتربط العشائر استجابتها بإعادة رفاته من فرنسا!
يرفض الفرنسيون إعادة رفات سليمان الحلبي بدعوى أنهم يتعاملون مع حكومات وليس منظمات إرهابية، فتطلب داعش رفع دعوى ضد الفرنسيين أمام محكمة العدل الدولية، حيث تبدأ الدائرة الثانية التي ترى فيها السلطات أن لا جدوى من مطالبة الفرنسيين، وتلتقط خيط الزعم بأن سليمان الحلبي ليس إلا قاتل أجير، جنده علي الحَمَّامي - أخو زبيدة زوجة الجنرال مينو - لقتل كليبر القائد العام للحملة، وتحاول إثبات هذه الفرضية لتقويض دور سليمان الحلبي، وتفويت الفرصة على داعش بحل جذري.
تستدعي السلطات زبيدة من التاريخ في الدائرة الثالثة لقربها من صناع القرار زوجها مينو وأخيها الحمامي لمعرفة تفاصيل تجنيد سليمان الحلبي، وتقام لها محاكمة افتراضية، تدافع الساردة عنها في إطار فانتازي لأنها تمر بظروف مماثلة، لينقلنا السرد للدائرة الرابعة العجائبية حيث تبرر زبيدة عدم عودتها بسبب خوفها أن تلقى مصير زبيدة البواب التي قتلتها الجموع بعد انسحاب الفرنسيين لتعاونها معهم، لتكتشف المحكمة في الدائرة الخامسة أن الساردة تمتلك معلومات تفصيلية في الواقع والحلم، تفوق معلومات كل من زبيدة وزينب، فتتم مراقبة أحلامها للتجسس على مخزون عقلها الباطن، ليتم رصد دخول خادمتها زاهية على خط الحلم؛ وحين يسألها المحقق عنها، تعتقد أن سؤاله في سياق الدفاع عنها مثلما فعلت مع زبيدة، فتدفع ببراءتها من تهمة الانحراف، وتحيل مبررات عملها بالبغاء إلى سلوك زوجها الشاذ.
يستدعي المحقق زاهية في دائرة السرد السادسة، ويحضر محاميها صديقها السابق عماد الذي يقدم للمحكمة فيلماً للساردة عارية تماماً في دردشة ويب كام، ويتهمها بالتشجيع على الرذيلة فتفيق الساردة من الكابوس، وتفكر في الفيلم الإباحي وتحاول أن تتذكر تفاصيل علاقتها بزاهية وعماد لمعرفة حقيقة الفيلم وملابسات تصويره، لنتعرف على قصة الساردة والظروف التي أدت بها لهذه الحالة التي تتعرض فيها للمحاكمة الشرعية حيث يتهددها خطر الإعدام.
المسألة النسوية
ينطلق شريف عابدين في مشروعه السردي زلاتيا من منطلقات إنسانية وموقف انحياز واضح للمرأة، يُدين به قمع الذكور للمرأة بمنطق تحليل فكري للتاريخ حيث يرى الكاتب المرأة ذات طبيعة متفردة لا يستوعبها الفكر الذكوري الذي لا يرى فيها سوى تابع واجبه الانقياد والطاعة.
جالاتيا / زلاتيا... تلك هي المسألة
يستهدف شريف عابدين في روايته زلاتيا إعادة قراءة التاريخ مسترشداً بأسطورة بجماليون كإصدار متقدم للشيطنة؛ حيث يرفض الشيطان الاعتراف باستحقاق الإنسان كما جاء في الكتب السماوية والمحكيات الكبرى؛ ويرى بجماليون أيضاً أنه الأحق بالاستحقاق، ليُرسي بذلك قاعدة امتثال التمثال سوياً التي يتطلع فيها لانصياع المرأة بلا تفكير للمسار الذي يختاره؛ وإلا فمصيرها النكوص للحالة الأدنى والتحول لحطام.
تجليات المرأة المتنوعة
تتنوع تجليات المرأة في جوهرها ومظهرها في الرواية، فيقدم لنا الكاتب (زاهية )كنموذج لامرأة وصمت نفسها بالعهر وممارسة البغاء للعيش، ويزاوج بينها وبين (زﻻبيا) و (زبيدة) حيث كل واحدة منهن انتقلت من حالة أدنى إلى وضع أرقى؛ لكن لعبت نظرة المجتمع لهن في الحالتين دوراً مصيرياً شوه صورة ارتقاء كل منهن، وبربط السبب بالنتيجة يتضح دور الرجل المحوري في وضع المجتمع للمرأة في الظروف السيئة؛ حيث ينسب الرجل لنفسه الفضل بشكل انتهازي ويلزم المرأة باﻻتباع.
ويقول لنا شريف عابدين أنه باعتراض الأنثى على أحد المسارات التي حددها الرجل (لا تعارضي... ليس لك بديل) تُصبح زوجة تلتزم بأوامر زوجها (زوبي كزوجة لرجل مسيحي وزولي كزوجة لرجل ملحد) دون مراعاة للعقل أو الإطار الاجتماعي / الديني؛ وحين تسعى للخروج عن العرف الاجتماعي والأخلاقي، يصبح سلوكها مرفوضاً من المجتمع Anti-social ثم يجبرها الإنسان (الرجل / بجماليون) على قبول ظروف انتهاكها التي لا دخل لها فيها، ويطالبها في ذات الوقت بالتطور مع متغيرات هذا الانتهاك... فماذا يكون موقف المجتمع من المرأة؟
يعاقبها المجتمع ويعتبرها منحرفة رغم أن لا دخل لها في كونها مغتصبة (في حالة زلابيا وزبيدة وزاهية) حيث تحكم الأهواء الشخصية سياق علاقة الرجل بالمرأة، وتشوه صورتها بصنع صورة نمطية سلبية للمرأة الـمُغتَصَبةٌ في عين المجتمع.
علاقة المرأة بالرجل... بجماليون... الشيطان
يتماهى بجماليون والشيطان، إذ يحث كلاهما الغرائز لتحرير الإنسان من سلطة العقل الذي يميزه، ليُثبت أن التميز العقلي مآله الفشل وأنه (الشيطان / بجماليون) من يستحق هداية المخلوقات كما في مرحلة (عزازيل) الذي أُرْسِلَ لهداية البشر كما ورد في بداية ونهاية ابن كثير؛ حيث يحث الشيطان الغرائز البشرية "ضع عقلك جانباً... أنت تستحق المتعة." بينما يمهد بجماليون الطريق بنفس المنطق... حيث يمارس المنطقان (أحدهما ديني والآخر وثني) أسلوبين متطابقين (الإغواء ثم الإملاء!) ولكلاهما ذات الهدف؛ حيث يتحقق هدف الشيطان بفشل العقل في السيطرة على غرائز الإنسان، ليُثبت استحقاقه بالتميز والسيادة على البشر، ويتماهى معه بجماليون في استحقاق التميز والتفرد حتى يمتثل (التمثال / المرأة) ويسيطر عليها، ويكون الاعتراض مبرراً لتدميرها إذا خرجت عن الطوع.
ويتم الاقتناع في نموذج بجماليون باستحقاق الوﻻء والرضوخ للإملاء باللعب على وتر الحاجة مقابل الرغبة Need Vs Demand بينما يُضمر الذكر في نفسه فصل الأنثى عن جذورها لجعلها بلا قوة ولا أمل؛ وحين ينتفي وجود البديل، يمتلك الذكر القدرة على استثمار امتثال الأنثى للإملاء وفرض سياسة الأمر الواقع!
تمتثل الأنثى للأمر الواقع وتكون استجابة الأنثى في نفس السياق... رد فعل... حيث تستوجب الحياة الغربية من جالاتيا شروطاً معينة لابد أن تستجيب لها في إطار ثقافة مجتمعها، وحين تحاول الإفاقة عندما يُملي عليها (الرجل / المجتمع) شروطه، تكتشف وجهه الآخر فتنتبه وتفيق، فتتساءل:هل يمكنها التنازل عن قيمة أو التزام ما أو إملاءً يتعارض مع دينها... شرقيتها... أمومتها... قناعتها الذاتية... التزامها نحو ابنتها؟
فكيف يكون رد فعل الزوج على اعتراض الأنثى، وماذا حدث في الواقع السردي في رواية زلاتيا؟
يرى شريف عابدين أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة إشكالية في جوهرها؛ حيث يطلب الرجل من المرأة اتبّاعاً بلا شروط، ويعاقبها إذا خرجت عن إرادته، وينتقم منها ويدمرها على طريقة بجماليون بحجة الخروج عن طوعه .
الشخصيات
رغم كثرة عدد الشخصيات في الرواية، يُمكن للقارئ أن يُعيد تصورها عند الانتهاء من القراءة حيث يجد نفسه أمام شخصيات نسائية تختزل في شخصية واحدة... امرأة في مواجهة رجل... ويعكس المجتمع وجهة النظر الذكورية التي تتجلى في موقفه الذي يدين المرأة سواء في الماضي أو الحاضر... سواء كان هذا المجتمع غربياً أو شرقياً... فيمكننا بوضوح أن نرى تجلي شخصية جالاتيا في كل شخصيات الرواية كما لو كانت المرأة لحن ميلودي أساسي؛ وكافة الشخصيات الأنثوية الأخرى تنويعات على هذا اللحن، وكما لو كانت شخصية الرجل (مينو - دي ليون/ - عماد - بيجماليون - كل الشخصيات الذكورية الأخرى في الرواية) يمثلون لحن كاونتر بوينت يعارض ميلودي جالاتيا التي ترمز للأنثى.
الزمان والمكان
شظى شريف عابدين الزمان والمكان في روايته زلاتيا، لنجد أنفسنا في أكثر من زمن ومكان حين تنتقل الأحداث بحرية تامة في الزمان والمكان اللذان يربطهما الحدث السردي بوثاقه المتين مُتنقلاً من مصر لباريس؛ ومن القاهرة للإسكندرية؛ ومن الحاضر للماضي، مُستدعياً تاريخاً مفعماً بالأحداث والأشخاص؛ حيث الزمان والمكان كلاهما ليسا أكثر من خلفية تدور فوقها تفاصيل الحكاية السردية وعلاقات أشخاص الفعل السردي.
ويوهم السارد القارئ بواقعية المكان باعتماده الحكي من تداعي الذاكرة، والعودة بالأحداث للخلف Flashback وتقنية الحلم لبناء أحداث الحبكة من الوعي بشكل انتقائي، ويستخدم الإطار الفانتازي بافتراضه أماكن ودمجها بالأحداث في بعض مواقع السرد لتجاوز الحاجة إلى الإيهام، مستخدماً أسلوب رواية اللا مكان في الروايات الحديثة التي يتحول فيها المكان الى رؤية فنية ونظرة نفسية مجردة.
اللغة
يستخدم شريف عابدين اللغة استخداماً متقدماً على الاستخدام العادي لها فيما يمكن اعتباره لغته الخاصة التي تتميز باستخدام لغوي دقيق، يمارس فيه انزياح المعنى بتكثيف الجملة أو Meta language حيث تستلزم القراءة تركيزاً متقدماً خاصة حين تحيل الجمل إلى ما قبلها مستدعية ذاكرة القارئ وحدة وعيه؛ وإلا سيضطر لإعادة القراءة حتى يستمر في متابعة السرد.
ختاماً...
يحتاج هذا النص للمثابرة في القراءة وإلى قارئ جاد للتعامل مع نص لن يفشي أسراره، ويفتح مغاليقه... قارئ لا يستسهل القراءة، ويبحث عن السرد المتخطي للعادي،كي يستطيع إدراك المعنى، والتعرف على الرمز الذي يستفيد من المجاز ليس بشكله البسيط؛ ولكن في شكله المتجاوز الذي يعيد صياغة الأشخاص، والأماكن، والأزمنة، والأفعال بحثاً عن الحقيقي والأصيل في الوجود الإنساني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق