السبت، 4 أغسطس 2018


عشرة طاولة في الأرض الخراب
بقلم: أحمد إبراهيم أحمد

يقول الإمام على كرم الله وجهه:
"لولا أن الكلام يعاد لنفد."
ويقول الشاعر البريطاني الأمريكي الأصل توماس ستيرنس إيليوت T. S. Eliot في قصيدة الأرض الخراب The Waste Land
أبريل...
أكثر الشهور وحشية...
فهو يستولد زهر الليلك من الأرض الميتة...
و يخلط الذكرى بالرغبة...
ويهيج الجذور البليدة بأمطار الربيع...
الشتاء...
أبقانا دافئين...
مدثراً الأرض بجليد النسيان...
مطعماً الدرنات الجافة للحياة الجديدة.

أكسّبّت هذه القصيدة المكتوبة عام 1922 م صاحبها شهرة عالمية بإجماع النُقّاد الذين اعتبروها أروعَ أعماله الشعرية حيث بشرت بمفهوم جديد في بنية الكتابة والنقد بالمعادل الموضوعي كبديل لنظرية الشكل والمضمون، وأصبحت واحدة من علامات الأدب الحداثي بغموضها وغرابتها ففيها يتغير السارد بشكلٍ مفاجئ كما يراوح النص بين النبوءة والسخرية، ويتناص مع ثقافات وإشارات أدبية متعددة وملتبسة حيث عبرت القصيدة عن خيبة أمل جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى حين صورت عالماً مثقّلاً بالمخاوف والذّعر والشهوات ومواضيع تتراوح بين اليومي وأخرى تحدد مصير الإنسان، لتقدم في النهاية طريقاً أمثلاً (من وجهة نظر الشاعر) يجب على الإنسان العصري أن يتبع حتى يتخطى متاعب عالمُ ينتظر إشارة تعدُ بالخلاص ليصل بر الأمان.
استهدفت هذه المقدمة الإشارة للتناص بين قصيدة موضوع (الأرض الخراب) والعمل السردي (عشرة طاولة) حيث نحن أمام كاتبين يقدمان للقارئ قراءة واقع قاس بعد حدث مزلزل للبنية الاجتماعية (الحرب العالمية الأولى/ثورة 25 يناير) ترك كلاهما آثاراً عميقة على بنية وعناصر تكوين المجتمع، وأسقط الكثير من القيم، وعرى أخرى بشكل صادم.
تحليل الخطاب السردي
حققت نظريات السرد تطوراً كبيراً مع بدء الشكلانيين الروس[1] عملهم بدايات القرن العشرين والجهود الهامة التي قدمها جاكوبسون[2] وميخائيل باختين[3] في تحليل الخطاب مروراً بحلقة براغ وتوج هذه الجهود ازدهار نظريات السرد في العقود الثلاثة الأولى للقرن العشرين وصولاً لوقتنا الحالي، مبرزةً قوانين الخطاب الأدبي الداخلية، ورافضةً القواعد المهيمنة في حقل النقد حيث تعدد المدارس النقدية وأدواتها وتميزت اللسانيات البنيوية بإبراز التوجه الجمالي للأدب.
نتج عن ذلك الانفتاح على علم الهرمنيوطيقا المعني بآليات تأويل الخطاب وتعددت المقاربات والاتجاهات وجذورها المعرفية وأهدافها إلا أنها استقرت على التعامل مع الخطاب باعتباره الطريقة التي تصاغ بها مادة الأدب... فمادة السرد واحدة... يتغير خطابها إذا تعدد الكُتاب؛ فلو أعطيت مادة سرد محدد شخصياتها وأحداثها وزمانها ومكانها لكُتاب مختلفين، سيسردون خطابات مختلفة باختلاف انتماءاتهم الفكرية وإمكانياتهم الفنية.
وتتناول هذه القراءة عمل محمد الشاذلي (عشرة طاولة) من هذا المنطلق كخطاب سردي ومحاولة تأويله بتفكيكه لإيضاح عناصره باعتباره جنساً فنياً من أجناس السرد الطويل ينتمي للكتابة الواقعية، وتبيان المفاهيم التي يحتويها، ووجهة نظر السارد، والرسالة المضمنة التي اجهد الكاتب نفسه لتوصيلها للقارئ بهذا الشكل وفي هذا التوقيت بتحليل مكونات الخطاب السردي المركزية باعتبارها المؤثرات المكونة للخطاب كرسالة من راوٍ مرسل؛ لقارئ متلقٍ لكشف العناصر التي تشكل نسيج النص وتتضمن:

·         لغة الخطاب السردي في الرواية.
·         العنوان كمفسر وعتبة دخول للنص.
·         زمان السرد.
·         مكان الأحداث.
·         الأشخاص المشاركة في تطور أحداث الفعل السردي.
·         متن الحكاية (الوقائع).
·         الحبكة.
·         دلالات وأبعاد الحدث:
1.     البعد السيكولوجي.
2.     البعد العاطفي.
3.     البعد الاجتماعي والتاريخي.
وصف المطبوعة
يمكن تصنيف العمل السردي (عشرة طاولة) لمحمد الشاذلي كقصة طويلة/ رواية قصيرة، وتمت طباعة هذا العمل في 147 صفحة من مقاس (ِA5) الـمُعدل لمقاس 19.5x 13 ومصنف حسب تصنيف ديوي العشري تحت رقم 813 باعتباره قصصاً والعمل مقسم لثمانية عشر قسماً مرقمة بدون عناوين فرعية، وتم الطبع والنشر بمعرفة الدار المصرية اللبنانية.
لغة الخطاب السردي
يجد القارئ نفسه للوهلة الأولى التي يتناول فيها النص أمام لغة بسيطة راقية... لغة صحيحة تكاد تخلو من الأخطاء الإملائية والنحوية... فيها عناية تكاد تكون قياسيةً بعلامات الترقيم... فصيحة غير متقعرة، تقترب كثيراً من العامية دون أن تقع في فخاخها حتى يمكن القول أنها (لغة بيضاء) تنحاز للعادي الجميل من السائد لغوياً، وتنأى عن السوقي والفاحش منه، وتتحاشى ما هو غريب مستهجن من الفصيح، ولا تقع في فخ المصطلح ولا الأعجمي المجهول.
ويتمثل مستوى اللغة الراقي في استشهاد الكاتب بأبيات من الشعر التقليدي لشاعر الإحياء محمود سامي البارودي (ص 63 – 64) والاستشهاد في أكثر من موقع بالنص القرآني (صفحات 16 – 43 – 93 – 111) وكلها مقاطع مختلف تفسيرها بين المتشددين والمعتدلين، ويطرحها في تفسيرها المعتدل إعلاناً لفهمه لها كتأكيد لرحمة الله بعباده؛ وحتى حين يستخدم النص العامي يختار قصيدة "حلم عبد الله العجوز" لفؤاد حداد... واحد من أرقى شعراء العامية المصرية.
ولم تمنع الخبرة اللغوية للكاتب والمصحح من بعض الأخطاء في صياغة الجملة باستعمال الجملة الاسمية محل الجملة الفعلية كما في (ص 33) "واليهود حافظوا عليها." التي صحتها (وحافظ اليهود عليها.) و"أمريكا أخذت هذا العلم." وصحتها " أخذت أمريكا هذا العلم." بنفس الصفحة.
ونستطيع أن نرى بوضوح ميل الكاتب لاستخدام لغة ذات مفردات صوتية (فونيم) بسيطة حتى أن القارئ لو أراد التحول عن المكتوب للمنطوق فلن يجد صعوبة في الإلقاء.
العنوان كمفسر وعتبة دخول للنص
تكمن خطورة العنوان غير المناسب في كونه كاشف للنص قبل قراءته، فالعنوان الذي يلخص السرد يُفقد النص متعة اكتشاف القارئ لخباياه؛ لذلك كان العنوان (عشرة طاولة) مقدمة لنجاح الكاتب في جذب اهتمام المتلقي لعمله السردي فهو عنوان محايد مبهم وغير موحِ بما يحتويه العمل السردي، مما شكل دافعاً لمعرفة ما تحمله الحمولة السردية التي يعلوها، مما يعني إدراك المؤلف بأهمية العنوان كعتبة للدخول إلى النص، فيبرر الكاتب الاهتمام بالطاولة حيث يقول عنها على لسان السارد في صفحة 45: "حوض سباحة مناسب للاسترخاء مما نحن فيه من أحوال." كما يهتم بتأصيلها في صفحة 46 على لسان الأستاذ عبد الله سعيد الذي أجرى أبحاثاً حولها ويؤكد أنها "فارسية نشأت في منطقة ما بين نهري دجلة والفرات." إضافة لتقييم العاب التسلية من وجهة نظر إسلامية حيث ينسب لعبة الطاولة لمذهب الجبر ولعبة الشطرنج للقدرية (ص 48) ويعد للحديث عن لعبة الدومينو في (ص 98) ويشرح قواعدها المرتبطة من وجهة نظر المتحدث بالتنجيم؛ لكن يقوم النص - إضافة لهذا الدور - بالإشارة لعلاقة مكعبات النرد/ الزهر بتمثيل الواقع عشوائياً حيث يعكس العنوان رؤية الكاتب للأحداث التي يمر هو والوطن بها باعتبارها موازية لأرقام قطع النرد من حيث عشوائيتها فما هي العلاقة بينهما؟
نرد الطاولة ونظرية العينة
يصنف علم الإحصاء العينات إلى عشوائية وغير عشوائية، وتتكون العينات غير العشوائية من ثلاثة أنواع: (العينات العارضة Accidental samples - العينة الطبقية غير العشوائية Quota sample - العينة القصدية Purposive sample) أما العينات العشوائية Random sample فيكون فيها احتمال اختيار جميع المفردات متساوٍ ومعروف ويمكن حسابه، وتتكون العينات غير العشوائية هي الأخرى من ثلاث أنواع (العينة العشوائية البسيطة Simple random sample - العينة المنتظمة Systematic sample - العينة الطبقية العشوائية Stratified random sample) ورمية الزهر/النرد هي عملية اختيار عشوائية لاحتمال من احتمالات محددة بوجوه قطعتي النرد الأثنا عشر.
إذاً نحن أمام اختيار واع من الكاتب يعتبر أحداث عمله السردي نتاج عينة عشوائية تعكس نظرية الفوضىChaos theory الموازيةً لنتائج رمية النرد/ الزهر التي تأتي بنتائج مجهولة في الغالب مما يعني أن الأحداث وردود الأفعال غير متوقعة وأن المكاسب والهزائم نتاج لنظرية الفوضىChaos theory التي تحكم تصاريف الحياة كما تحكم رمية النرد/ الزهر (ماعدا حالات الغش في ألعاب القمار التي تستخدم فيها أحجار النرد/ الزهر غير القياسية، أو ما يدعيه البعض من سيطرة على الرمية بالقْرص.) .
زمن السرد
يتميز الزمن السردي في هذا العمل بالوضوح الصارم والتفصيل غير الممل بالمزاوجة بين ما هو شخصي وما هو عام حيث يسرد لنا المؤلف أحداث عمله في زمن كرونولوجي محدد وطبيعي، لا يستخدم فيه أية حيل أو تشظية للزمن الذي يسير بالأحداث في خط مستقيم تتوالى فيه خلال الفترة الوسيطة مابين ثورة 25 يناير وقبل فعاليات 30/6 وسقوط نظام حكم الإخوان، وتنتهي أثناء اعتصام المثقفين بمكتب وزير الثقافة الإخواني بالزمالك[4].
مكان الأحداث
تكاد تكون مصر كلها مكاناً للسرد رغم وقوع غالبية الأحداث في القاهرة والجيزة وضواحيهما (ما عدا الخروج مرة واحدة إلى بلبيس في محافظة الشرقية) حيث يمكن اعتبار بيئة السرد عينة ممثلة للواقع المصري خلال الفترة التاريخية التي يتناولها الكاتب في عمله السردي إذ يتميز مكان السرد بالاتساع والامتلاء بالتفاصيل حيث يجوب السارد القاهرة من أطرافها الشرقية حتى أقصى غربها ومن ابعد نقطة في جنوبها حتى أنأى نقطة شمالاً مطوفاً بالأحياء والشوارع... متنقلاً بين مقاهيها المختلفة التي يذكرها بدقة باسمها وموقعها حيث يعبر المكان عن رغبة عميقة في الخروج من "كتلة القاهرة الصلدة."(ص 5) المزدحمة وما تمثله هذه الرغبة من دافع قوي للذهب إلى بلبيس وحتى يتحقق ذلك يخرج من كثافة القاهرة لأطرافها في المنصورية حيث يرى التاريخ المصري كما لم يشاهده من قبل "ووقفت مذهولاً لأرى الأهرامات من موقع لم أشاهدها فيه من قبل." (ص 5) ثم زيارة المزرعة السمكية بوادي الريان في الفيوم حيث يصدمه المشهد حين يكتشف أن ما يسمى شلالاً ليس إلا "بحيرة زرقاء تليق بالأنبياء."(ص 6).
ولا يفوت السارد رفض القبح السائد في المكان نتيجة غياب التخطيط والتنظيم والرؤية الجمالية للتجمعات المعمارية واغتيال الخضرة بأعمدة الخرسانة المسلحة (فصل 14 ص 105).
ويتميز توصيف المكان بالتفاصيل الدقيقة للمواقع حتى أنه يمكن لمن لا يعرف الأماكن والمواقع الواردة أن يضع تصوره الخاص القريب للغاية من الواقع للمقاهي والطرقات والأحياء حيث يتضح في وصف الأماكن إدراك الكاتب التام بتفاصيل كل موقع وأبرز مثال على ذلك وصفه لكافتيريا المجلس الأعلى للثقافة كموقع للقاء السارد بسحر حيث يصف المكان وخصائصه بما في ذلك سعر المشروبات بدقة فائقة في (ص72).
شخصيات السرد (الأشخاص المشاركين في تطور أحداث الفعل السردي)
الشخصية الرئيسية الفاعلة في النص هي السارد العليم الذي هو محور الأحداث ومنبعها ومصبها وبدون هذا السارد لا يكون لبنية السرد في هذا العمل وجود، وهذا السارد العليم راو يعرف كلّ شيء ويكشف الأحداث ببناء الحدث القصصي، ونعرف أنه شخصية معاصرة لزمنها يوضح ذلك علاقته ببرنامج الفيسبوك "ضغطت على (صور) لأجد ست صور مختلفة للوجه نفسه مما أكد لي أنها صورها وليست صوراً مستعارة." (ص8).
ويتحكم الكاتب في هذا السّارد بذكاء فينطقه حيث ينبغي النّطق ويسكته حيث ينبغي له الصمت، ويجعله يتجاهل ويتغاضى عما يريده الكاتب نفسه فهو لا يرخي للسارد الحبل على الغارب فتكون النتيجة نصاً مباشراَ كأنّه تقرير رسمي.
ورغم قلة التفاصيل عن شخصية السارد إلا أن الموجود منها يفي لنعرف أنه في الخمسين من عمره (ص35) محمل بالتناقض (وجودي مؤمن) يعكس تكويناً يكاد يكون نموذجاً للمثقف المصري بتناقضاته فهو موظف متفان في عمله كجاب للضرائب وهو زوج ورب أسرة يقيم علاقات جنسية متعددة خارج الزواج (معتزة أثناء التجنيد والصيدلانية فاتن والكومبارس سحر ومهندسة الديكور آلاء) ولا ينسى أن يصلي وسط علاقاته الجنسية تلك "كنت صليت العصر." (ص40) ويحترم الكبار، ويحب الانطلاق فنجده معظم الوقت خارج بيته ولا يأتي على ذكر زوجته إلا نادراً فلا نعرف عنها شيئاً سوى أن اسمها فاطمة (ص59) وأنها موظفة بالتأمينات (ص61) ويعي غيرتها الحارقة على حد تعبيره (ص62) ويحترم طقس الآخر الديني حيث يرى أن الممارسة الشيعية في ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء "تنقية الدم بإهدار بعضه." (ص60) وذو معرفة جيدة بالمسيحية حيث يصف علياء زوجة عاطف التونسية "لا أراها إلا في صورة مريم تُرضع سمكة." (ص42) حيث السمكة أيقونة ترمز للسيد المسيح عليه السلام وهو في نفس الوقت ظاهري المذهب كمسلم مستشهداً بسورة النساء الآية 48"أجد أعظم آية هي øإِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا÷ (ص43) ويحلم طوال الوقت بتغيير حياته ويعجز عن ذلك "كان الإعلان فرصة سانحة لتغيير حياتي، فلم أحب الضرائب في يوم من الأيام، وطالما حلمت بتغيير عملي أو فتح مشروع خاص دون أمل."(ص62).
ويمتلئ النص بشخصيات عدة يبلغ عددها حوالي الخمس وعشرين شخصية هي في أغلب الأحوال شخصيات هلامية غير واضحة المعالم لا نكاد نعرف منها غير اسمها ووظيفتها وربما بعض التفاصيل المحدودة عدا شخصيات (السارد - آلاء - صلاح أبو الخير - عاطف - خالد الشيخ) وترتبط معرفتنا بهذه الشخصيات بحادثة أو وجهة نظر للسارد أو الشخصية ذاتها في موقف معين من مواقف السرد إذ يتوالى ظهور هذه الشخصيات بدءاً بـ (رجائي متولي) السارد العليم فتحضر الشخصيات بالفعل أو بالذكر فنتعرف على كمال راشد الموظف الذي يعمل كومبارس بجانب عمله الأصلي، فصلاح ابو الخير حريف الطاولة المقيم في بلبيس والذي سنتعرف فيما بعد على تفاصيل حياة متهرئة عاشها ويعيشها هو نموذج قح للريفي المصري من ابناء الشريحة العليا في الطبقة المتوسطة بأملاكه وسلوكه المتغير بتغير الظروف والمواقف (ص 120) ثم خالد الشيخ المحامي المتدين الذي يستخدم معرفته بالدين في تبرير أي سلوك كإقامة علاقة جنسية في مكتبه مع واحدة من عميلاته، لنتعرف بعد ذلك على فاروق سليمان صاحب مزرعة الخيول بالمنصورية بالقرب من أبي الهول والذي يمنعه معتقده الديني من الصلاة في مسجد به ضريح حيث أن ذلك من أفعال القبوريين، ثم خلاف إبراهيم مستأجر المزرعة السمكية بالفيوم حتى نلتقي بآلاء مهندسة الديكور والشخصية النسائية المحورية الأكثر تفصيلاً بين شخصيات العمل وهي ذات تاريخ مليء بالأحداث يقع في عشقها السارد المتزوج ويقيم معها علاقة جنسية.
ونتعرف في الفصل الثاني على شخصية عبد الله سعيد أحد آباء السارد الروحيين وهو مدير عام بالمعاش يمثل نموذجاً مثالياً للموظف الكبير بعد إحالته للمعاش وما ينتابه من إهمال معارف وقفوا يوماً على بابه طالبين، وهو أب لابن وابنة ويدير حياة حفيدته من ابنته هذه الحفيدة التي يصور السارد من خلالها تمرد جيل جديد غير قادر على إدارة حياته فهذه الحفيدة تعاني ويعاني زوجها تامر من حياته معها، ثم نتعرف على وليد ابن عبد الله سعيد وأحمد قهوجي مقهى التكعيبة وزوج آلاء الذي هو بلا اسم، فحريف الطاولة النور محمد النوبي، فزميل الجامعة عبد الرحيم مرسي، وصاحب مكتب التشغيل بالخارج المريض بالقلب عاطف الذي فصل الكاتب شخصيته نسبياً بدءاً من الفصل الخامس خاصة علاقاته الزوجية بزوجته المصرية منال، والتونسية علياء، ثم شخصيتان نسائيتان يقيم معهما رجائي السارد علاقات جنسية على هامش الزواج سحر الكومبارس، والصيدلانية فاتن ثم نتعرف على وزوج فاتن، ومعتزة القصة الجنسية القديمة للسارد خلال فترة تجنيده، وعمر، ومنصور، ونجم أستاذ الطب البيطري، وإيهاب المنشاوي عضو حركة تمرد ببلبيس، وإسماعيل صاحب قهوة أوبرج البارودي ببلبيس، ثم زوجة أبي الخير وابنتيه، ثم توفيق قارئ الشعر في مقهى نور الصباح ليأتي ذكر شخصية (خلاف إبراهيم) التي ترد بدون أفعال أو أحداث.
ونلاحظ أن شخصيات الذكور كلها ما عدا قلة ثنائية الأسماء بينما نعرف فقط اسم الشخصيات النسائية الأول كأن للسارد موقف يعبر عن رؤية ترى الأنثى هامشية لا تستحق الاستناد لجذور اجتماعية حتى باللقب فالأنثى تمتلك نصف الحقيقة حيث تقول آلاء أكثر شخصيات العمل تفصيلاً من الناحية البدنية والروحية "لا امتلك سوى نصف الأشياء، نصف جسد ونصف روح،ونصف الحقيقة." (ص 22).
وتكاد معظم الشخصيات أن تكون بلا ملامح بدنية أو عمرية واضحة رغم أن الأحداث تقول أن الكل شخصيات ناضجة ولبعض منها فقط مساحة تعبير عن هوية مميزة مثل عاطف الذي نعرف من خلال ملامح وصفية محددة له أكثر من غيره أنه "أجبر على السكن في الرحاب خارج القاهرة بنحو أربعين كيلو متراً." فقد "كان عاطف ولأسباب غير معروفة، يعاني الكثير من الأمراض، نعرف منها القلب، وعدم قدرته على الإنجاب؛ إن كان ذلك مرضاً وكنا نلاحظ افراطه في علاقاته الجنسية داخل مؤسسة الزواج وخارجها." (ص 37) كما نتعرف على موقف المحامي خالد الديني لممارسته الجنس مع عميلة بمكتبه من خلال تفسيره للآية الكريمة من سورة آل عمرانø وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ÷ (ص 93) ويعرض لنا الكاتب موقف إيهاب السياسي عضو تمرد الذي يذكر أنهم "جمعوا ثمانية آلاف استمارة تمرد موثقة." ويعرفنا على بعض من تاريخه الشخصي "قال لي أنه شارك في كل المظاهرات حول منزل مرسي." وأنه "عضو في التراس ثورجي وبلاك نايتس قبل أن ينضم لحملة تمرد." (ص 117) ويصف لنا وجعاً نفسياً أخلاقياً في حديث صلاح عن ابنته المعاقة هدى التي ولدت بخلل في وظائف المخ ولم تكبر قط إلا جسداً وكيف يعتبرها نعمة من الله وأنها من أعادته إلى طريق الله ولولاها لكان شيطاناً رجيماً. (ص 127)
 متن الأحداث والرؤية السردية (الحكاية - الوقائع)
تعتبر الكتابة مغامرة ذات نتائج متفاوتة المردود لما تعرضه من قضايا قد يحيط بها الغموض والسرية في مجتمع عربي مسلم تقليدي حيث تلقى الكتابة الناقدة الصريحة معارضة كثير من المتلقين خاصة إن كانت تحكي عن مثلث السياسة والدين والجنس حتى التقاليد رغم أن المتلقي يشعر داخله بصدق ما يتناوله كاتب يشعر بأهمية دوره في تبليغ رسالة يؤمن بها في مواجهة أساليب عقول متحجرة تحارب البحث عن الحقيقة التي لا يدعي الكاتب امتلاكها.
يضع الكاتب قارئه أمام ثنائية محددة منذ الكلمات الأولى في عمله هروباً من مأزق تلك المواجهة طرف هذه الثنائية الأول (طاولة الزهر) والآخر مسار الحياة العادي ليستطيع العبور بين خطوط حمراء كثر تقف حجر عثرة أمام الكتابة والتعبير، فاختار إطاراً لسرده أو خيطاً ينظم فيه عقد حكايته هواية عبثية تعتمد على الحظ ووهم التحكم في قطع النرد (الطاولة) وتحديداً لعبة (المحبوسة) لتكون رابط عقده الجامع للأحداث المحصورة بين أحداث 25 يناير حتى وقفة المثقفين بالزمالك عند مكتب وزير الثقافة لإسقاط الوزير الإخواني وهي فترة محتقنة بالأحداث في تاريخ مصر المعاصر اختار الكاتب أن يكون عمله السردي شاهداً عليها وواضح أنه يدرك صعوبة الحديث من داخل الحدث فاختار أن يطرح وجهة نظره بحساسية بالغة والدوران حول القضايا الإشكالية دون إبداء رأي يرى الكاتب أنه يحتاج لمزيد من الزمن للابتعاد عن الحدث الساخن لرؤيته بموضوعية وإصدار حكم واضح عليه، فهو يرى من وجهة نظر عبد الله سعيد أن التغيير الحاصل في مصر هو من نتاج تأثيرات خارجية ويضع معادلاً موضوعياً لذلك بدخول لعبة الواحد وثلاثين فارسية الأصل لمصر لتسود على المحبوسة "لا يوجد شيء قادم من إيران يمكن مقاومته في مصر." (ص16) ويرى في نفس الوقت ألا خوف على مصر من التشيع لأنه يعتبر "السيدة زينب جنسية وليست حياً."(ص17) ويعكس الكاتب شعور الناس بالملل والكآبة من الأحداث في الفصل الثامن عشر قبيل ختام السرد حيث يقول "وبدت الأيام وكأنها ليست تعاش وإنما لكي تمر ويتم تسديد خاناتها في نتائج التقويم." (ص 139).
ويتفيد الكاتب من التناص في موقع وحيد حين يتناص مع معلقة امرؤ القيس (قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل) في الأبيات الشهيرة:

فقلت لها ســــيـري وأرخـي زمامـــــــه
فمثلك حبلى قد طرقـت ومرضعـاً
إذا ما بكى من خلفها انحرفـت لـه

*
*
*
ولا تبعدينـي مـن جنـاك المعلـل
فألهيتهـا عـن ذي تمائـم مغـيـل
بشـقٍ وشـقٍ عندنـا لـم يحـول


حين يصف خالد المحامي علاقته بعميلته في المكتب التي كانت تصطحب طفلتها "وسألته عن طفلتها فلعنها وقال أنها لم تهدأ إلا عندما أخرجت أمها ثديها لإرضاعها وكنت في وضع صعب، وتخيلت الوضع الثلاثي بين الرضيعة وأمها وخالد، ودخلت في نوبة ضحك." ( ص 93).
الحبكة
اعتمد الكاتب أسلوباً للخطاب يمكن قراءته على مستويين مستوى بسيط يريد الوصول للقارئ العادي وخطاب آخر مضمر يريد إيصال رسائله لمستوى أرقى من القراء بهدف إيصال مجموعة أفكار متزاحمة تريد البوح عن نفسها لتقود المتلقي لنهاية مليئة بالقضايا الاجتماعية والسياسية والدينية التي مررها الكاتب محمد الشاذلي عبر سرده الحكائي في تعاقب زمن خطي كرونولوجي يهتم بالوصف والحركة الخارجية للأماكن وللشخصيات المؤسسة للأحداث التي تعبر عن عجز ومرارة البعض وعدم قدرتهم على مسايرة الحياة فيشعرون باليأس ويبدؤون في الموت إما فعلياً أو معنوياً فهو يرصد بعين ثاقبة تفرز أماكن تجمعات الجماعات السياسية فيقول في (ص 21) عن الإخوان "يذهبون إلى جامعة القاهرة وإلى رابعة العدوية ولكن الميدان لا." ويستخدم معرفته بأزمنة الأحداث في تفصيل الأفعال كما في (ص 20) "موقعة الجمل التي كانت إيذاناً بنهاية عصر مبارك وبداية عصر الإخوان.". وكيف تتطور الأحداث في الزمان وتنتقل بين الأمكنة لتعبر عن موقف مع أو ضد جماعة سياسية معينة فيقول في نفس ( ص 20) "شاب وفتاة يرقعان لافتة ورقية تبينا ما بها بصعوبة (لو بتكره الإخوان اضرب كلاكس) ووسط الكلاكسات دخلت ولاء في حوار مع الفتاة ووقفت استمع." ثم يعرب بوضوح عن يأسه من تحقيق نتائج ملموسة لما حدث في (ص42) حين يقول "نحن نحول كل شيء لاحتفال؛ لذلك لن يترك المصريون الثورة، سيمارسونها مدة طويلة ولو دون هدف."
ويقترب العمل في صياغته من أساليب السيرة الذاتية أكثر من بنية السرد التقليدي الذي يتضمن حبكة درامية حيث يسير خط الفعل السردي بشكل أفقي تتواتر في الأحداث بشكل متسق مع مرور الزمن الكرونولوجي فنجد الأحداث تشكل ما يصفه علم الأحداث (بلاتو) حيث الأحداث بلا بداية محددة لفعل ينمو ويتأزم وينفرج أو ذروة للحدث حيث يستخدم الكاتب (القطع السينمائي) لعمل نقلات سردية كما في (ص 15) حين ينتقل من توصيف قهوة زهرة الميدان في السيدة زينب لرصد المتغيرات الاجتماعية المتمثلة في حديث عبد الله سعيد عن حفيدته وزوجها تامر لتأكيد عبثية الواقع وتوصيف الفوضى المنظمة التي نعيشها، ويعيد استخدام نفس الأسلوب في القطع حين يسرد الحوار بين السارد والسيدة العجوز في المترو وسط حديثه عن لقاء السارد بعاطف (ص 42).
دلالات وأبعاد الحدث:
البعد السيكولوجي
تتميز شخصيات السرد بخصائص شديدة التميز في المجتمع المصري لعل أبرزها التناقض في مجمل القيم التي يتبناها الأشخاص والممارسات التي يمارسونها فآلاء التي تقيم علاقة جنسية خارج الزواج تمارس حالة روحانية صوفية "اتصلت بها وقالت أنها في خلوة." (ص19) حتى أن المجتمع كله يعيد إنتاج فهمه للدين بأدوات تختلف تماماً عما يريده شيوخ الدين، فقراءة جملة مثل "صلينا العشاء في مسجد خلف المسرح القومي، وكان الإمام يقلد الشيخ الحصري." (ص 25) يمكن ملاحظة الدلالات السيميائية لكلمات (مسجد – المسرح؛ الإمام – يقلد الشيخ الحصري) وهي شخصيات تعاكس ازدواجاً في تبني القيم ما بين سلوكيات تناقض بعضها البعض كالصلاة والتصوف وممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية، وعدم قبول ممارسة الفن كفاعلين (أوديشن وكاستنج) والاستمتاع به بكل أشكاله كمتلقين رغم حضور الموت الطاغي كما في وفاة أخت صلاح أبو الخير (ص 57) وموت عاطف (ص 58) وإدراك أثر الأحداث الثورية في تغيير سلوك الأفراد كما في تعليق سحر التي تسعى للحب مع السارد وتنتقد أخلاق المصريين "أمنت على قولي وقالت أن الأخلاق لم تعد موجودة بعد الثورة." (ص 73) وتعليق السارد في (ص 74) عن حال العشاق فوق كوبري قصر النيل "مررنا بثنائيات ولم أر فيها عذوبة كنت أطالعها قديماً، بالضبط ليس أكثر من أصوات عالية، والتقاط صور بكاميرات الموبايل، وإمساك خشن للأذرع فيه من الجذب أكثر مما فيه من التلامس.".
ويؤكد السرد أهمية الجانب الغيبي (من وجهة نظر السارد) في صفحات (31 -32- 33) فيقول على سبيل المثال في الصفحة 33 "الروحانية علم وفيها ثماني طرق، ومثلها الأقطاب وهي موجودة منذ الأزل واليهود حافظوا عليها منذ مزامير داوود." ويؤكد هذا المفهوم في نفس الصفحة "أمريكا أخذت هذا العلم ومنعته عنا ودرسته وطورته وحولته لعلم البارا سيكولوجي."
تعكس كل هذه التناقضات التكوين النفسي للشخصية المصرية كما يراها محمد الشاذلي في اعقاب الثورة هذه الشخصية التي تتميز بالتناقض حيث تؤمن وتسلك في حياتها ما يؤكد هذا الإيمان ونقيضه، وهي شخصية غيبية تؤمن بالمتا فيزيقي وتستسلم له رغم ممارستها المادية لكل تفاصيل الحياة، وتحترم الموت حد التقديس وتتجاهله وتغرق في تفاصيل الحياة بكل ما فيها من احتمالات غرائزية وسعي لإشباع هذه الغرائز.
البعد الثقافي (الاجتماعي والتاريخي)
يبدو تأثر الكاتب واضحا بالتغيير الحادث في بنية الثقافة المصرية نتيجة أحداث 25 يناير و 30 يونيه فيوضح عبر السرد وجهات نظر متفاوتة في قضايا التغيير المجتمعي سواء على المستوى الفردي أو الجمعي حيث يطرح وجهات نظر مختلفة عن نتائج الثورة مثل ما جاء لى لسان السارد "رددت بأنها ككل شيء في مصر، ارتباك وعدم يقين" (ص 13) ويؤكد هذا الوضع القلق بتعليق الأستاذ عبد الله في (ص 15) "تامر تم تسريحه من عمله بعد الثورة، فصاحب المصنع أغلقه ولم يعد يدفع للعمال أجوراً، ولم ينفذ وعده بتعويض العمال." ويقول أيضاً في (ص 16) ""إن الناس لم تعد كما كانت، ولم تعد تحاول – مجرد المحاولة – التمسك بالدين أو الأخلاق.) وتعليق آلاء على السارد في (ص 10) بأن "الموظفون هم الأكثر استقراراً بعد الثورة."
ويرصد على المستوى الفردي مواقف شخصيات السرد السلوكية الرئيسية على مستوى العلاقات الاجتماعية والإنسانية كما في علاقات السارد بزوجته ومحظياته، أو التفاصيل الإنسانية كما في حكاية عاطف (ص 37) والتفاصيل الحميمة عن حياة صلاح أبو الخير (ص 126 – 127) وسلوك خالد المحامي الذي يمارس الحرام وعينه على الغفران (ص 93) ووجهة نظر السارد المعتدلة في مسألة النقاب ورفضه للتشدد (ص 126) وعلى المستوى الجمعي يستخدم السارد الحوار بينه وبين صلاح أبو الخير وأستاذ الطب البيطري نجم في إبراز وجهة نظر واضحة حول الإسلام السياسي ومشروعية الجماعات الدينية السياسية ورفض التدين المظهري (ص 109 – 110 – 111) ويطرح نموذج شركة ناشيونال جاس في بلبيس كنموذج صارخ على فساد مؤسسات المجتمع (ص 80 – 81) ويتناول دور الخلافات العائلية والقبلية في تخلف المجتمع بإحلال قيمة دنيا واستبدال ما هو أدنى بما هو خير حيث يؤدي الخلاف لتسمية مكان باسم حذاء بدلاً من اسم منطقي أو أكثر طبيعية (ص 115) كام يقدم وجهة نظر في الإعلام من خلال برنامج باسم يوسف (البرنامج (ص 68) كذلك في تأثير الإعلان على المجتمع وثقافته (ص 65 -66) ولا ينسى أن يرصد بعض ظواهر الثورة الانتهازية مثل فعاليات حركة حازمون من خلال تناول محاولتها للسيطرة على ميدان الجلاء (ص 10).[5]
ختاماً...
إن أهم ما يميّز تجربة محمد الشاذلي السردية إدراكه قيمة اختلاف الكاتب عن الكاتب الآخر، وتجنب التقليد الذي أصبح سمة سردية سائدة حتى أن بعض من يكتبون لا يمكن تحديد أية خصوصية إبداعية في كتاباته.
استطاع الشاذلي أن ينجح في نحت منطقة سردية تخصه، يعبّر من خلالها بأدواته الخاصة عما يدور بخلده، مُعتمداً على سلاسة لغته السردية وانسيابية الأحداث في المكان دون افتعال أو استخدام حيل إعادة إنتاج الزمن أو الأحداث التاريخية أو إعادة إنتاجها على هواه بل اختار من بين أحداث جمة إشارات لها دلالات سيميائية تعبر عن وجهة نظر وليس تأريخاً، ليؤكد بذلك وعيه بحاجة المتلقي للصياغة السردية الواضحة والبسيطة التي تحقق للقارئ متعةً قراءة العمل الإبداعي دون ابتذال، ومن الواضح أنه حين كتب عمله هذا كتبه تحت ضغط تعبيري يريد الإفصاح عن نفسه، واختار السرد القصصي الطويل كجنس فني واضح كأداة تعبير ولم يكن السيناريو التليفزيوني أو السينمائي نصب عينيه.


[1] الشكلانيين الروس جمعية روسية تأسست عام 1916 م لدراسة اللغة الأدبية.
[2] رومان أوسيبوفيتش جاكوبسون عالم لغويات وناقد روسي من أهم لغويين القرن العشرين ورواد المدرسة الشكلانية الروسية صاحب جهود رائدة في تطوير التحليل التركيبي للغة.
[3] ميخائيل باختين عالم لغويات وفيلسوف ومنظر أدبي سوفيتي ولد عام 1895 م في مدينة أريول وتخرج عام 1918 م وعمل في سلك التعليم وأسس حلقة باختين النقدية عام 1921 م ورحل عام 1975 م بعدما ساهم بقوة في تأسيس وتطوير علم تحليل الخطاب.
[4] جاء في صفحة (134) أن اعتصام المثقفين كان عند مبنى الوزارة، والصحيح أنه كان عند مكتب وزير الثقافة بالزمالك حيث أن مبنى وزارة الثقافة يقع في شارع المساحة بالدقي بالقرب من قسم شرطة الدقي.
[5] أٌعلن عن تأسيس حركة حازمون رسمياً في 4 ديسمبر 2012 م ولم تكف عن الأعمال الإرهابية ضد المجتمع المصري وانضم العديد من عناصرها إلى الجماعات الارهابية التي تمارس العنف داخل مصر وعلى رأسها أجناد مصر وأنصار بيت المقدس وتطوعوا للحرب ضد بشار الأسد في سورية بعد تحجيم نشاط الحركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق