الجمعة، 21 يناير 2011

الخبل

مونو دراما تأليف: أحمد إبراهيم أحمد
نص مسرحي باللهجة الدارجة السعودية

المشهد عبارة عن المسرح بخلفية ستائر سوداء، وخطوط بيضاء ترسم حدود غرفة بها شباك معشش عليه عنكبوت ضخم، وبصدر المسرح سرير، وبمقدمة يسار المسرح يوجد رمز لطاولة كومبيوتر عبارة عن خطوط بيضاء مفرغة، ومعها مقعد دوار، وبمنتصف يمين المسرح شاشة تليفزيون.
يُضاء المشهد على الخبل نائم على السرير في وضع الجنين، ويرن جرس المنبه، فيصيبه الفزع ويسقط على الأرض من فوق السرير، فيحاول القيام غاضباً لكنه يلاحظ وجود صرصور فيمسك بحذائه، ويركض خلفه على أربع وهو يهدد ويتوعد.
الخبل: أخ يا ولد الحرام... والله ما أتركك... أوف... هذا مفتاحي اللي كان ضايع له أسبوع...آآه يالملعون تبي تتغيب وراه هاه... خذ... خذ.
يقوم متكاسلاً، ويمد يده إلى زجاجة ماء، ويشرب منها ثم يتمطى، ويقوم واقفاً ويمارس بعض الرياضة الخفيفة، ثم يجلس على الكرسي الدوار أمام الكومبيوتر.
الخبل: تدرين يا يمه... أنا من زمان وأنا ودي أكتب لك... ودي أسولف معك ، وأفتح لك قلبي مثل ما كنت صغير عندك... ودي أرتاح بالكلام معك... تدرين يا يمه أنا ما سويت أي نصيحة من نصايحك لي ، دايم أوعدك... بس بصراحة أوفي.. وصيتني ما أتتن وقلتي لي وأنتي تبكين " والله التتن بيذبحك ياوليدي " وقلت لك أبشري... وكل اللي سويت أني صرت ما أتتن قدامك... تدرين إني هالحين أدخن باكتين باليوم... لا وأزيدك من الشعر بيت... تغير لون وجهي وصار أصفر من كثر الدخان.
       والله وكني أسمع صوتك وأنت تودعينن... باقي صوتك للحين بأذاني وأنت تقولين "الله يرزقك ياوليدي... ويفتحها بوجهك وين ما وجهت ويرضى عليك مثل ما أنت مرضينن " تصدقين يايمه أول ماركبت الباص نمت... وما صحيت إلا بعد ما وصلنا المدينة... يااااو يايمه رقبتي شوي وتنكسر لما وصلنا المدينة... يا الله... ياطووول بيوتهم يمه... أعلى من الضلعان اللي عندنا بالديرة... رقبتي انكسرت وأنا أراعي لها من تحت وهي فووووووووووووق...
       ايه نسيت أقول لك يمه... الواحد برا ديرته ولاشيء... ما عنده لا أخوياء الأجرب... وبه أحد غيره... اللي كان يجي يمنا ياكل ويشرب وينام ويتروش ببيتنا بعد... أقول لك... يشهد الله يايمه أني ماقصرت معه... لدرجة إني كنت أتقاسم التتن أنا وياه من وراك... ولما وصلت المدينة... تذكرت أنه فيها يشتغل زيي... قلت أروح يمه بدل ما أسكن بفندق والا شقة من هالشقق المفروشة الغالية وأضيع قريشاتي... تدرين عاد يوم جيته ويش صار؟ إيه يمه الله يهداك... لي ساعة وأنا أحكي لك... ايه رحت يمه قليل الخاتمة... وش سوى؟ يا ليتني ما رحت له ولا شفت رقعة وجهه الخايس... تصدقين يمه قبل ما أقول له أي شي ، صب لي كاسة شاهي باردة مثله... وبعده يمه قام يراعيلي بعويناته اللي مثل عيون الحيه... تدرين ويش قال يمه؟ في الحقيقة والله... إنك عزيز وعزيز وعزيز... بس... ملعون أبوك وآبو أبوك... يالله طقطق نعيلاتك وعطني مقفاك... عاد أنا قمت من مجلسه مكسور خاطري يا يمه وخذيت شنطتي المتقطعه ومشيت ما أدري وين أولّي...لكن الحمدلله ربك يسره لي... ولقيت لي شايبن يتعكز... بصراحه يمه بغيت أتفلفس عليه مثل ما اتفلفس على معاشي مذن المسجد حقنا اللي بالقرية... هههه يمه... طيب طيب يمه راح أقولك وش كنت أسوي معاه بس هاااه... لا يدري أبوي... تريه بيذبحني لو يدري... اتفقنا... يالله إسمعي السالفه... كنت أول أسري من أخوياي قريب الفجر... يوووه يمه هذاك أول مو الحين... خلاص والله ماراح أسهر ولا يهمك... نرجع لسالفتنا... المهم... كنت يمشي للمسجد على عكازته يبي يذن... ومشكلته أنه ما يشوف الطريق زين... مر من عندي وسألني؟! يا ولدي من أنت ولده؟! بقوله أنا ولد مسعر... ثم يسألني من هي أمك؟!... وأقوله أمي موضي... المهم كل يوم يسألني نفس السؤال... وبصراحه يمه طفشني بكثرة أسئلته وقلت لازم أعطيه درس عشان يتوب أنه يسألني... وش سويت؟! ههههه بقول لك لا تستعجلين... بأحد الأيام لبست شرشف أختي نوير الأبيض... ورحت يمه وهو رايح للمسجد... وشافني وقام يسألني أسئلته المتعود عليها... لكن زاد سؤال؟! سألني ليش لوني صاير أبيض بأبيض... وقلت له أني متت واللي قدامك الحين هي روحي... أرتبش الرجال وقلت له لا تخاف أنا ماراح أضرك... لكن أنا قلت لازم أشوفك قبل لا أروح للسماء وأنصحك لأن ربي غضبان عليك... الرجال قام يبكي وقال علمني ياولدي شلون أرضي ربي... قلت أنك تروح للمسجد ولا تسأل أحد ولا تسولف على أحد... ماغير تذن وترجع لبيتك تصلي... انتبه تصلي مع الجماعه... ليش يايمه حرمته من صلاة الجماعه... بلاك ربي راحمك ومزوجك أبوي... لا حس ولا رس... أحياناً أشك بأنه حي... المهم الرجال أبشرك من بعدها تنازل حتى عن الإذان وصار بس ببيته... يمه خلاص هذا أيام الطفوله... الحين صرنا رجال... طيب نرجع لسالفتنا... لقيت الشايب وسألته عن فندق أو شقه... آمين كرتون رخيص بس أهم شي إني أنام ليلتها ومن أصبح أفلح... والرجال ما قصر الله يجزاه خير... دلني على حدا هالشقق المفروشة وأخذت لي غرفة تمشي الحال.
جدعت نفسي على السرير وما حسيت إلا بروحي إلا من ثاني يوم والهندي اللي ينظف الشقة يطق علي الباب خاف لا يكون مت ولا صاير لي شي... دقيقة يمه... دقيقة... أصبري الله يهداك فيه أحد يدق على بالانتل نت... وشو الانتل نت... هذي قصه طويييله يمه بأقول لك عنها بعدين... أصبري لين أخلص وأعلمك.
يتوجه نحو الكومبيوتر بعد أن يعدل من هيئته ويبدأ في الحديث مع الكومبيوتر.
هلا... ياهلا... وغلا... ومليون مرحبا... وش لونك يا عيوني؟ ليش غايبة لك كم من يوم؟ ليش ما بتعطيني وجه؟ والله حرام عليكي... أنت تدرين وش كثر أحبك يا قمر... أوف بعد ما تبين أشوفك؟ والله حرام... ما تدرين وش كثر مشتاق أشوف وجهك الحلو يا حياتي... ياعيني على الدلال... بس تراك مصختيها شوي... أقصد مصعتيني شوي ياقلبوا... وش لابس القمر ها الحين؟ أووووف... صدق؟ يااااوتجننين... والله هبلتيبي... وشو... قصدي أيش؟ تقولين اللي تحت أحمر... يا ويلي... يا سواد ليلي... ذبحتيني... جننتيني... وش تقولين؟ تبيني أفتح الكام؟ خليني أشوفك بالأول بعدها أطلبي أنتي ووجهك؟... لا.. لا.. لا.. لا.. لا تروحين... خلاص بافتحها... تمون يا قمر العيون... إحم إحم... وش رايك... مزيون أنا صح... أكيد هبلتك... يالله عاد الحين افتحي كامك؟ ياحيييييييييييي... والله بموت لين أشوفك وأمتع عيوني بسحر عيونك... أقول... ما مليتي من الانتل نت... مافهمتي... الليه هذي وش يفهمها... طيب... يعني أبي رقم جوالك... يالله عاد لا تبخلين علي واللي يرحم والديك... تراكي هبلتيني... وش هو؟ تبيني أصلخ الفانيله بعد؟ لا.. لا.. لا.. لا.. لا.. استحي يا بنت الحلال... من جد تراكي زعلتيني... وبعدين لا يغرك كلامي... أنا مسيكين ما عندي لا تجارب ولا علاقات... وشو؟ لا.. لا.. لا.. لا.. لا.. لا تسكرين... الشكوى لله... وهذي هي الفانيلة... ( يخلع الفانيلة التي شيرت ويبقى بفانيلة كتافي ) هه... وإيش رأيك؟ مزيون؟ عجبتك؟ وش هو؟ تبيني أشيل السروال بعد؟ لا.. لا.. لا.. لا.. لا.. إلا هذي... استحي على وجهك يا بنت الحلال... أستحي وانتخي... عيب ها اللون... أنت ما تبيني أشوف وجهك وأنتي تبين تمصلخيني مثل ما ولدتني أمي؟ وشو؟ تسكرين... أقول خربانه خربانه وسوي اللي تبين... والله حالة... تبيني مصلوخ أجل هاه!... تضحكين على مين ولا مين أنتي... اقلبي وجهك بس... خلاص... ما أبي أتكلم معاك... وش تقولين؟ أشهد بالله أنك ما تربيتي أبد... أعوذ بالله... ويش ها الحكي الخايس؟ الله... الله... يا الخايس؟ يا ولد الحرام؟ كل ها الوقت تلعب قاعدن تضحك علي ومفهمن أنك بنت... أتفو... أتفو... واغميضة بطاقات الشحن... الله يقلعك... أعوذ بالله... أعوذ بالله... (يترك الكومبيوتر ويذهب للجلوس على حافة السرير منهكاً ومهتاجاً)
شفتي... شفتي يا يمه.. شفتي شلون هالديرة خايسة... ها الانتل نت هذا ديرة خايسة... يضحكون على خلق الله... وها النذل درا أني قراوي على وجيهي وصار يلعب بي... عاد هو ما لعب بي بالحيل... بالعكس أنا كشفته من أول ماكلمني... الله يلعن ها الوجيه... لكن عاد وش أسوى؟ ووين أروح؟ ما به بهذا أخويا هنا يحطون على الجرح ويبرا يا يمه... والديرة كبيرة بالحيل... تدرين... الطريق بهذا أكبر من قريتنا كله... لا والحارة الوحده عندهم بها بيوت كثر عشر قرايا مثل قريتنا... لكن وش هكالبيوت... بيوت مسكرة ما تدرين من فيها ومن مافيها... وما تشوفين وله من تاليه... تدرين والله لو صار لي شي بها الغرفة بموت وأعفن وما أحد درى بي.
أقول... حنا وش لنا بهالسوالف... نسيت أبشرك يمه أني تعلمت السواقة... أيه نعم... وصرت أسوق السيارة مثل الجني... أي سوق الله يهداك يمه... المهم يمه خلينا من سوالف السوق أنا صار لي موقف ما أدري أنا أضحك منه ولا أبكي... كنت بأحد الأيام راكبن مع خوي لي وندور بهالسيارة ، وطلبته أجرب السواقة... ووافق... فرحت وجلست نفرفر بهالسيارة لين أوجعتنا روسنا... شوي إلا وسيارة المرور توقفنا... جانا العسكري... الرخص والاستمارة ياولد... خويي قام وأعطاه الأوراق اللي عنده... ثم سألن العسكري : وين الرخصة حقتك؟ قمت أنا وطقيت له هكالإبتسامة اللي مهنا عرضه وقلت له : وش رخصته ياولد؟ أنا أصلاً ما عندي سيارة... رد علي وقال : ماشاء الله دام ما عندك رخصة... وش عندك صايرن سواق ومعرض حياة البشريه للخطر؟ ودك تعدم لك واحد عشان تتعلم؟ عطني إثباتك وإنقز بجيب الدورية؟! آه يايمه وعينك ماتشوف الشر دخلوني التوقيف يا ميمتي... أناااا على آخر عمري أصير مجرم ( يبكي بحرقه )... ويحطوني مع المجرمين... جلست لحالي مكسور الخاطر ما أكلم أحد... لين ما جاني النوم ونمت... ولما صحيت لقيتهم سرقوا نعولي وأنا نايم... لا مو نعولي وبس... إلا... سرقوا كل شي وأنا نايم مثل الثور ماني داري عن شي... مالك بالطويله يمه... طلعونن بعد كام من يوم من السجن ، وأنا متبهذل... كان لما يجيني النوم أحس بكهرب بجسمي تخلني آقف على طولي ، وأتمسك بالجدار وأرتجف... وأرتجف... وأبكي... وكانوا يطفون الكهرب بعد صلاة العشاء... يمر الجندي من عندنا وهو يتتن ويخانق يالله نم... تخيلي يمه ما به نور غير جمرة الزقاره... وتصير الدنيا وحش أسود يا يمه... وحش ما يعرف رحمة... أفمه حفرة سوداء تبلعنا... وما يبقى لي غير الخوف ينفجر بصدري... يخليني أرتجف... وآخذ طرف ثوبي الوسخ في فمي وأبكي... وأبكي وأتذكرك... أتذكرك يمه.
تدرين يمه... أنا عاد من القهر صرت ما أطلع أبد... من الدوام للشقه ومن الشقه للدوام... ما عندي لا أخوياء ولا وجع راس... خلاص... بطلّنا... وما عاد عندي غير الكمبتوتر والدش... تصدقين يا يمه... كل يوم أرفع يدي لربي وأدعي للي إخترع الدش والكمبتوتر الله يرحم والديه... جاب لنا الدنيا كلها بهالشقه... يا اللللللللللله يا يمه على هالدش وعلى اللي يجي فيه... تشوفين فيه الحرب والضرب وقت بوقت مثل الصلاة ، وتعرفين كل شي صاير بهالدنيا... اللي يصير بأمريكا تعرفينه بحزته وكأنك تسمعين اللي صاير عند جارتك أم سرهد وإلا أم طعيسان أو خالتي سعده...
أوووه على طاري خالتي... وش لون بنت خالتي هند؟ تدرين يمه... أنا كنت اتغيب ورا الطلحه وأراعي لها وهي ترعى بالحلال... وتعلمت هالحركه من خالي طعيسان شلون يراعي للناس وهم ما يدرون أنه يراعي لهم... كان يترك بيت الشعر فاضي ويجلس عند الضلع جنب رضمه صغيرة ، ويشوف من يجي ومن يروح على بيته...والله يا يمه ما أدري ليش كان يسوي كذا لكن عجبتني فكرته ، وصرت اتغيب ورى الطلحه وأراعي لهند وهي ترعى الحلال... الله يا يمه... وجهها مثل القمر... لا تزعلين... أدري أنها بنت أختك لكن أنت تدرين... أنا شاب وعمري ما شفت لا بنت ولا مره... نفسي أعرف شلون شكله... تدرين... ياحليلها لا مشت مثل العنز... إحم قصدي مثل المها تنقز من رمثه لرمثه... يالله عليها... أوووف... أووووف يا يمه... أحبه أحبها حيييييييييل مالت عليها.
أوف يمه ما دريتي... بغيت أتزوج... هالحين أقولك شلون... هذا الله يسلمك واحد من أخوياي بالدوام كان يبي يزوجني وحده من جماعته... وعاد أنا يمه تحمست ، وفرحت أن فيه أحد يشوفني رجال زين وينفع للزواج... ورحت يم مدرس العلوم اللي معنا بالمدرسة... قلت أبي أستشيره... الرجال ضحك بوجهي وقال... أنت دراستك للزواج علوم شرعية ، وأنا بعطيك درس في العلوم لوجه الله... قلت له يالله علمني... قال: بعلمك عن عنصر المرأة وأيش هي خواصها الفيزيائية... أولاً المره تصل لدرجة الغليان لأتفه الأسباب... ثانياً يمكن لعنصر المره أن يتجمد في أي وقت ، وما تقدر تخليه يذوب إلا بطرق خاصة وما ظني أنك تدلها... أما الخواص الكيميائية ياخوي فالمره عنصر شديد المرارة إذا ما إستخدمتها بشكل صحيح ، وبنفس الوقت هي عنصر نشط جداً ، وغير مستقر... وفيه حساسية قوية للذهب والجواهر ، وعنيف إذا تركته لحاله... هههه... شديد الإمتصاص للطعام الدسم بالحيل ، ويصير لونه أحمر لما يكون مع عنصر مثله... بشرط يكون أجمل منه... يعني المره اللي أزين منها... هههه... وما يقدر يسكت... ينفجر بسهولة... ويتغير شكله لما يتروش ، فممكن يصير زين أو يصير وحش... عاد أنت وحظك... وهو من أفضل العناصر اللي تضيع القروش... سألني فهمت؟ هزيت راسي لكن الصدق ، والله ما فهمت شي من كلامه... كلمني خويي أكثر من مرة ، وأنا ما أدري وش اسوي... وقتها... خفت... وأنا يا الله يا الله... عارفن أعيش لحالي... بجيب معي مرة ولا تبي قروش ، وغير كذا يمكن تبلانن بلي وغد من بكره ويوم يبي له حليب... واليوم ثاني بامبرز... وبالصبح يكح... وبالليل حرارته مرتفعه... ويالله رح به يا مناور المستشفى... أقوووول أنا وش أبي بوجع الراس هذا كله... تدري... هونت...
وقلت ما لك يا مناور إلا ها الكومبيوتر والدش... وبعد ما أرجع من الدوام آكل لي إن شاء الله بقل ثم أنام ، ولما أصحي أشغل هالدش وأروح للكومبيوتر ومن الكومبيوتر أروح للدش... مثلي مثل من يتقلب وهو نايم من جنبه اليمين لجنبه اليسار... ومع إني بس عند هالاثنين إلا إني بلشت بعمري يا يمه... هذا الدش مايجيب إلا الحرب والضرب ، ولما نروح لقناة ثانية... أووووووووف... يطلعن لي بنات آآآآآخ يا يمه... يا زين هالبنات اللي بهالقناة... تقولين ما بهن عظام... ما هو مثل بنت أختك هند... اللي يبيلها تتنقع بالفلاش خمس سنين عشان تروح طبقة من طبقات الوصخ...آآآه يا يمه... لما أشوف هاللي بالدش أحس بطعم اللبن بفمي... بس المصيبه يمه إني بعده بشوي أحس إن ريقي ينشف ، ثم تجينن نفاضة تمسك جسمي من ساسي لراسي وما ارتاح إلا إذا دخلت الحمام أعزك الله يمه...
المهم لا طاح اللي بالراس أجلس بعدها على الكومبيوتر... أوف هالانتل نت اللي يقولون عليه يا يمه... به شي يقولون له الإي ميل... هذا شي تبطين على ما تعرفينه... وبه له شين ثاني يقال له المنتديات بهن كل شي براسك... أي شين تبينه تلقينه... لكن حتى هذول بلشت بهن يا يمه... وأنا إحترت معهم حقين هالمنتديات... يقولون يمين... أروح يمين...أمن يردن واحد ثاني يقولي تراك غلط بالمشي يمين... ريوس وارجع... الشمال أزين... أريوس وأوجه للشمال وألقى لي واحدن آخر يوقفن ويقول لي... وقف... وش بك يا ولد... تراك مضيع... رح يم الغرب... وتلقين ولدك مناور مثل الخبل اللي ضايعن بله طعس... شلون؟!... أنا أقول لك شلون !! الله يسلمك يا ميمتي يقولون لي قاطع البضاعة الأمريكية... ليش؟ لأنها تدعم إسرائيل... طيب وهالسيارات الإمريكية ، وش نسوي به؟ ما تلقين أحد رد ، إلا قاطع المنتجات البريطانية... طيب ليش؟ قالوا لأنها تدعم أمريكا ، وقبل تسأل يقولون لك قاطع المنتجات الدانمركية عشان الكاريكاتير ، وقاطع الهولندية عشان الفلم ، وقاطع البضايع الألمانية لأنها بجنب هولندا والدنمرك، ولا تروح سويسرا لأنها جارتهم... ولا راعيت لحولي يا يمه ألقى هاللي يكتبون ها الكلام يكتبونه من كمبتوتر البرامج اللي به أمريكية ، وهم قاعدين بمقهى ستاربكس بعد ما اتعشوا بكنتاكي ومعهم أكل لهلهم بالبيت من بوفية إم اللي إسمه ماكندوز... والله مابقى غير أنجن... ودي أفهم!!
قلت خلاص نخلي السياسة لأهله... ونشوف الناس وش تاكل وتشرب ونتعلم منهم... دخلت منتديات الأكل إلا وتلقين ناس تحذر وتقول لا تشرب البيبسي لأنه به مواد تنظيف وعصارة خنزير... ولا تشرب رد بول لأنه يسبب عقم... لا تأكل لحم البقر لأنه يسبب جنون البقر... ولا تقرب الدجاج يجيب لك أنفلونزا الطيور... وإنتبه تآكل السمك لا يجيك المد الحمر... ومالك غير الخضرة والفاكهة عشان فيها هرمونات تخليك تكبر بسرعة... ولا تشرب ماء معدني لأنه معالج بالكلور... ولا تخلي الماء بالثلاجة بعلب بلاستك... ليييييه... لأنه مسرطنة... ولا تنسى تخلي الماء بقزاز يمكن ينكسر وتشرب القزاز المكسور وتموت... وأسمع... لا تخليه بره الثلاجة عشان ما يتلوث... ولا تشرب من بزبوز الخزانات تراه زفت... ولا تنسى... انتبه تاكل معلبات لأنه فيها مواد حافظة... واشرب خل التفاح... ترى يحرق الدهون... وزين لقلبك... ثم يرجعون ويحذرون إياك تشرب الخل... ترا بيجيب قرحة في المعدة، ولا تشرب العصير اللي يقولون عنه طبيعي لأنه ما هو طبيعي... مصنوع... وكله سكر وألوان... طيب يعني آكل هوا؟ لأ طبعاً لأنه الهوا ملوث بشكامين السيارات والمصانع... ترا يموتك الهوا... ولا تدخن ولا تشرب شاي ولا قهوة بعد الأكل... كل وخلك ساكت... أحسن شي... الواحد ياكل ، وويطلع فوق سطح برج المملكة ، وينقز... يريح الناس منه ويرتاح من الخلق.
قلت أبطل ها المنتديات وأدور كيف الناس بالمدن يعيشون... أتعلم وأطور نفسي عشان ما أحد يقول عني قراوي ولا أفهم شي... إلا وأطيح مرة ثانية... ولا تشرب ماء بعد الأكل الماء يسوي لك كرش... ولا تنام بعد الأكل... لا تقعد... ولالالالا... ولا تمشي... طيب وش أسوي يعني؟ اتشقلب مثلاً؟ أسمع... ثم يجيك واحد مقلع ويحذر بقوه... انتبهوا ياعالم... لا تستعملون مزيل العرق ولا الشامبو ولا الصابون... بيسببون سرطان... وش أتروش به يعني؟ تراب أكرمكم الله؟ والله حالة.
أووووف بس... نسيت سوالف الجوالات والتقنيه... يجيك واحد على باله فاهم وناصح ويقول... ركب سماعه للجوال ولا تتكلم فيه بدون سماعة... ترا فيه موجات تقتل المخ... يعني استعمل السماعة أزين؟ لا يا حمار... لا تتكلم بالسماعة بها كهرب... طيب سماعات البلوتوث تحل المشكل؟ أشهد بالله أنك جاهل... البلوتوث هي بعد فيها موجات تضر بالمخ... طيب وش نسوي؟ أكسر الجوال؟ ولا كل خلق الله اللي يستخدمون الجوال بلا مخ؟ اسمع الكلام ولا يكون راسك يابس... ترانا ننصحك... ولا تخلي الهوا يدور بالسيارة لما تشغل التكييف... ترى التنفس يلوثه... اسمع... ترى أنصحك لوجه الله... احترس... لا تخلي الهوا يجي من بره لأنه ملوث ، وإذا كان عندك سيارة لا تعبي بنزين الصبح كثافة البنزين تصير عالية بها الوقت... وأنصحك لا تعبي بالليل عشان كثافة البنزين تكون واطية... طيب أنا ما عندي سيارة أصلاً... وش أسوي؟ اطلع في الشمس عشان يستفيد جسمك من فيتامين د... لالالا... لا تطلع...لو طلعت بيجيك سرطان لأن فيه ثقب بالأوزون... طيب وإيش هو الأوزون هذا؟ والله ما أدري.
واللي يقهرك أصحاب الفتاوي اللي ما لهم من الدين شي... فتوى تحريم البوكيمون وفتوى تحريم البلايستيشن بس ما قالوا أي بلاي ستيشن 1 ولا 2 ولا 3 وأحلا فتوى فيهم فتوى قتل ميكي ماوس... أحكي لك سالفته يا يمه... طيب أجل اسمعي... أنا تعودت أصلي الفجر بمسجد صغير قريب من البيت.. به أثنين شيبان ما شاء الله عليهم... دايم ألقاهم بالمسجد... وبعد الناس تخلص صلاة يجلسون يسولفون... بعد صلاة العصر يسولفون ويقطعون الوقت... اللي عرفته عنهم أن واحد أسمه أبو صالح والثاني أبو راشد... ومرة من المرات مسكت معاي دين وتأخرت بعد الصلاة وقلت ودي أجلس بالمسجد عسى الله يفتح علي... وجأة سمعت أبو صالح يتنهد... وقال له خويه أبو راشد : عسى ما شر يا أبو صالح... وشبك تتنهد من قلبك؟ رد عليه أبو صالح وقال: والله إني أفكر بهالدين العظيم اللي طلع من مكة ووصل آخر الدنيا... قال أبو راشد: إيه والله إنك الصادق يا بو صالح... بس أقول يا خوي... لا يهمونك أهل أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا والله مالهم من الإسلام إلا اسمه... رد عليه أبو صالح... والله إنك صادق يا أبو راشد... وأزيدك من الشعر بيت... حتى هالأشوام والله دينهم ما هوب اللي إنت تبي يا خوي... رد أبو راشد وقال : والله إنك صادق يا أبو صالح ولا هالمصاريه والسودانين والتوانسة والمغاربة... سحارين ودجالين وما عندهم من الإسلام إلا الشكل بس... يرد عليه أخونا بالله ويقول: إيه والله يا أبو راشد إنك صادق إن بغيت الإسلام بس تراه بالسعودية... يتنهد عمي أبو راشد وهو يقول : ايه والله إنك الصادق يا أبوصالح لكن والله ما هو بدين كل أهل ها الديره على اللي إنت تبي يا خوي أهل الجنوب أهل بدع وزيدية وإسماعيلية مالهم من الدين إلا اسمه ، وإلا أهل الشرقية رافضة وشيعة... , وأهل الحجاز مبتدعة وصوفية ما هو والله اللي إنت تبي ما خذوا من الإسلام إلا اسمه يا الغالي... وإن بغيت الدين والله بنجد والباقين خلهم على يسراك... رد أبو صالح... والله إنك صادق يا أبو راشد والله بعد ما هو بكل أهل نجد دينهم على اللي أنت تبي... كل هل الرياض واللي حوله شرابين للتتن ويشوفون الدش والله ما أدري عن دينهم يا أبو راشد لكن لا بغيت الإسلام تراه عندنا... رد أبو راشد... والله إنك صادق يا أبو صالح لكن والله ما هو بكل أهل ديرتنا دينهم على اللي أنت تبي... تشوف منهم من يبيعون هالتتن ويلبسون هالضيق وهالدشوش تملا السطوح... إن بغيت الدين والله تره هنا عندك بديرتنا وبس... رد أبو صالح... والله وأنت الصادق يا أبو راشد دينهم ما هو بدين أهل مدينتنا على اللي أنت تبي... طلعت ها الاستراحات وما يندرى من اللي يشوف الدش ومن اللي ما يشوفه... وإن بغيت الدين تراه بحارتنا هذى وبس... رد أبو راشد... والله إنك الصادق يا أبو صالح... حتى والله بعد ما هو بكل أهل الحارة على اللي أنت تبي... أشوفهم يسحبون رجولهم للمسجد تقل إنهم مغصوبين على هالصلاة يادافع البلا... والله ما بوه في الحارة إلا أنا وأنت يا بو راشد... رد أبو راشد... والله إنك صادق يا أبو صالح لكن أقول... ماش أنت هاليومين خربان... أشوفك ما تخشع بالصلاة يا رجل... ما تخاف الله؟ ما به بقلبك إيمان؟
الرجال عقبه صارت نفوسهم شينه ولا أحد يسلم على الثاني.... وصار كل واحد منهم يصلي بمسجد ثاني... وأنا عقب ما سمعت سالفتهم... غسلت يدي منهم... وطلعت من المسجد على البيت وأنا أقول لا إله إلا الله... والله أحسن حل... الواحد لا ياكل... ولا يشرب... ولا يتنفس ولا حتى يتكلم بالتلفون ولا يطلع من البيت بس يقعد يطقطق بالإنتل نت ولاّ يشوف لهالدش... واللي عاطل بيلقى وظيفته... والأعزب شرواي بيلقى له عروسه.
آاااااااااااااااه يا يمه... نفسي أشوفك يا يمه... وش كثر أنتي حلوه يا يمه... طويلة مثل النخلة... ووجهك مثل القمر ليلة 14... وما أعرف كيف أكذب... لما عيونك تجي في عيوني... اللي بقلبي يصب بلساني ، وأحكي لك كل شي... آه يا يمه من عويناتك... ودي أشوفها عيونك... أشوف فيها الحنان والصبر... تحتملتي سفاهة أبوي وخبالته... وتحتملتي الزمان... ونسيتي نفسك ، وعشتي تركضين ورا الحلال... لين رجولك تشققت... ونسيتي نفسك عشان تربيني... وفي الأخير أنا طرت من عشك مثل فرخ الحمام اللي نبت له ريش... وضرب الحوله لأمه... آاااااااااااااااه يا يمه... آاااااااااااااااه.
روحك أقوى من روحي... حضنك الواسع أوسع من السما... لما كانت تضيق بي الدنيا ما ألقى إلا أحضانك... ولا أبوي يطردني ويقول عيب أنت رجال... مالت عليه... وأحط راسي بحضنك وأفتح فمي على كبره وأبكي... بدون ما أحس بخجل أني أبكي... أحس بقلبي ينغسل بندى الفجر يا يمه وأنا أبكي بحضنك... محتاج لك يا يمه... محتاج لحنانك... ناقصني يدك تمسح على راسي وأسمع صوتك يرقيني بالمعوذات... آاااااااااااااااه يا يمه... آاااااااااااااااه.
أنا ما أدري شلون تحملتي أبوي كل ها السنين؟ بدوي جلف ما بقلبه لا رحمة ولا يعرف الحب... تدرين طول عمري ما به مره حبني ولا ضمني لحضنه... ماعنده إلا الكف لو ما أعجبه شي سويته... كف مثل المطرقة ينزل على وجهي ويلصقن بالأرض... ما عمري سمعته يحكي مثل خلق الله... أبيه يسولف ويضحك مثل بقية الرجال... لا يمكن... أعوذ بالله منه... دايم مكشر ، وإذا فتح أفمه بس يبي يسب ويشتم... أسألك بالله... فيه مره حسيتي أنه يحبك؟ فيه مره حسيتي أن ها الرجال به خير؟ أشهد بالله أن دخلتي الجنة فهو لأنك تحملتي ها الرجال... الأرض ما تحمله... وش لون عاد أنتي... وأنتي اللي عايشه معه... يوم مات وصلني الخبر وأنا بالشبه... وكنت توي صاير رجال أطلع وأروح وأجي ولي أصحاب... المهم وقفت مكاني وصرخت... معقول الحمدلله أخيراً راح وريح البشرية منه؟ طلعت ووصيت واحد من خوياني يكتب لي إجازة ورجعت للديرة عشان أطمئن عليكي... لأرجع لشمعة حياتي... للنخلة... أسند ذراعي عليها... روحك معي... ولما واجهتك لقيتك تبكين... يا الله... النخلة تبكي؟ قصدي... أمي تبكي؟... وأنا اللي ضنيتك قويه... أقوى من الموت... توصيني بروحي وأنتي تتركين روحك تنطفي بعيد عني؟ ليش ما توصين نفسك؟ الرجال اللي مات ما ينبكي عليه... ما تفهمين؟ إن قدرتي يا شاطرة ردي المووووت... صدقيني موت هالرجال أحسن شي صار بحياتنا... وبعد ما خلص العزا... رجعت للمدينة أشوف حالي ، وأنت ماشية وراي وأنا أجرجر رجولي ، وصوتك بآذاني "انتبه لنفسك وروحك... روحك... روحك." يا الله عليكي يا يمه... يا الله عليكم يا كل أمهات العالم.
وبعد ما رجعت جلست مع زميل لي بالعمل شيبة... عقب الصلاة بالمسجد نسولف... تكلمت معه عن الصلاة وكيف أنها تساعد الإنسان يتحمل الحياة... صدق يا يمه هو رجال طيب وسمح... نظر لي وهو يبتسم وقال... عندما تصبح حياتك مظلمة صلي بإيمان لله ليحررك من الظلمة... فإذا استمرت الظلمة بعد الصلاة فكن واثقاً بأنك لم تسدد فاتورة الكهرباء... بعدها ضحكت من جهل هالأمم... آاااااااااااااااه يا يمه... آاااااااااااااااه... ليش تركتيني لحالي بلا خوي؟ ولا رفيق... ليش يا يمه... ليش... ليش تموتين ليش... آاااااااااااااااه يا يمه... آاااااااااااااااه... ليش تموتين ليش.
ستار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق