الأربعاء، 12 يناير 2011




ملك الوحوش 

مسرحية للأطفال
بقلم: أحمد إبراهيم أحمد.
الفكرة من ألف ليلة وليلة

الزمان: الحاضر.
المكان: غابة مرسومة بشكل يشبه تلك التي تنفذ في أعمال الرسوم المتحركة ــ الأشجار على مستويات مختلفة تتيح الاختباء خلفها والخلفية توحي بعمق المكان ــ يفتح الستار على أسرة الطاووس تقوم باستعراض بهيج ـ فجأة يدخل عليها ذكر البط مفزوعاً ومضطرباً:
ذكر البط:        السلام عليكم..
الطاووس الأب: وعليكم السلام.. ماذا بك؟
ذكر البط:        هل المكان هنا آمن؟
الطاووس الأم:  إن شاء الله هو كذلك.. ماذا بك؟
الطاووس الأب: أعتقد أنه خائف قليلاً.. لا عليك يا صديقي استرح قليلاً واهدأ.
ذكر البط:        أريد شربة ماء...
الطاووس الأم:  اذهبي يا زينة يا ابنتي واحضري لعمك شربة ماء..
                   (تذهب واحدة من الطواويس الصغيرة)
الطاووس الأب: اجلس هنا والتقط أنفاسك وبعد أن تستريح احك لنا حكايتك.
                   (يجلس ذكر البط وينظر حوله تأتي الطاووس الصغيرة بالماء فيشرب في نهم)
ذكر البط:        الحمد لله.. أنت متأكد أن المكان آمن؟
الطاووس الأب: هو كذلك إن شاء الله.. ما هي حكايتك؟
ذكر البط:        يا سيدي الفاضل.. أنا خائف.. يكاد يقتلني الرعب..
الطاووس الأم:  وما سبب خوفك؟
ذكر البط:        أنا كذلك حزين.. خائف وحزين.
الطاووس الأب: وما سبب خوفك وحزنك؟.. حدثنا عنه..
ذكر البط:        إنه ذلك الوحش المخيف..
                   (تضطرب الطواويس الصغيرة وتختبئ خلف أمها التي تحاول طمأنتها)
الطاووس الأب: وحش؟ أي وحش يا أخي.. نحن هنا في مكان أمين والحمد لله، ولا يوجد ما يعكر صفونا، فأي وحش هذا الذي أخافك وأحزنك..؟
ذكر البط:        عذراً يا صديقي إن كنت أفزعتكم ولكنى قضيت ثلاثة أيام بلياليها أطير وأسير     هربا منه.. وهو خلفي..
الطاووس الأب: ما دمت قد وصلت إلى هنا، فأنت آمن بإذن الله.. مكاننا هنا مأمون وحصين..
ذكر البط:        وأنا أيضاً ظننت ذلك عن المكان الذي كنت أعيش فيه.
الطاووس الصغيرة:وأين كنت تعيش يا عم؟
ذكر البط:        كنت أعيش في جزيرة وسط البحر..
أطفال الطاووس:جزيرة وسط البحر.. الله.. ما أجمل ذلك..
ذكر البط:        كنت أعيش أنا وأسرتي آمنين.. من البر لا يقدر أن يصل إلينا أحد، والبحر                            يحمينا فلا يصلنا غريب..
الطاووس الأب: وإذا كان الأمر كذلك ــ فما الذي حدث ليصيبك بالخوف والفزع كما تقول؟
ذكر البط:        إنه ذلك الوحش.. جاءنا ذات يوم تحمله أخشاب تطفو على مياه البحر، ونزل                 الجزيرة.. جزيرتنا الآمنة، فأخذ يمسك بنا ويذبح ويقتل، ويأكلنا ولا يشبع..
                   (الطواويس الصغيرة تعبر عن فزعها)
الطاووس الأب: أعوذ بالله.. أي وحش هذا؟..
ذكر البط:        إنه وحش جميل الخلقة... يسير على قدمين وله بدلاً من الجناحين يدين قويتين يفعل بهما الأعاجيب.
الطاووس الأم:  ماذا يفعل بهما؟..
ذكر البط:        اعلمي يا أختي، وقاك الله شر هذا الوحش أنه يحتال على الحيتان فيخرجها من البحر ويضحك على الطير ويمسكها من الجو ويسخر من الفيل ويمسكه بمكره ،                 ولا يسلم منه كائن من كان..
                   (الطواويس الصغيرة تزداد فزعاً)
الطاووس الأب: أعوذ بالله..
ذكر البط:        لا... ليس هذا فقط.. إنه كثير الحيل ماكر خداع، ولديه لسان أعوذ بالله منه..
الطاووس الأم:  ماذا يفعل بلسانه هذا؟..
ذكر البط:        يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ منك كما يروغ الثعلب..
الطاووس الأم:  ما رأيك يا زوجي العزيز فيما يقوله هذا الطائر المسكين؟
الطاووس الأب: أعتقد أن الموضوع من الأهمية بحيث يجب أن نخبر به الأسد..
ذكر البط:        (فزعاً) أسد... أنا هربان من وحش لأقع تحت رحمة وحش آخر.. السلام                     عليكم..
الطاووس الأب: لا تخف.. لا تكن جباناً هكذا.
الطاووس الأم: إن الأسد الذي نتحدث عنه هو سلطان الغابة، وهو يحمينا ويصادقنا ولا خوف منه..
ذكر البط:        معقول كلامكما هذا؟
الطاووس الأب: معقول ونصف. إن له موعداً يأتينا فيه كل يوم لنتحدث ونتسلى، وقد اقترب                           موعد حضوره.. وسوف نعرض عليه قصتك ونطلب منه حمايتك.
ذكر البط:        أنتما متأكدان من قولكما هذا؟
 الطاووس الأب:كل التأكيد.. هه.. انظر..ها هو قد حضر صديقنا الأسد... سلطان الغابة.
                   (يدخل الأسد ويغنى وترقص له الطواويس..  بعد أن ينتهي الأسد من أغنيته يتوجه نحو الصالة بالحديث)
الأسد:            السلام عليكم..
                   (يرد عليه جمهور الصالة كما هو مفروض ثم يتوجه بالحديث للطاووس).
                   مرحباً يا صديقي الطاووس.. آه.. أرى ضيوفاً عندك..
طاووس الأب:  مرحباً يا صديقي الأسد... هذا ضيف حل علينا.. إنه.. ما اسمك يا صديقي..؟
ذكر البط:        اسمي وحيد.. معذرة لم أخبركم بأسمى أول ما حضرت من شدة خوفي.. أنا بط من                   جنس الطيور..
الأسد:            وما يخيفك؟
الطاووس الأب: إنها قصة عجيبة.. عن وحش مخيف يسير على رجلين ويمسك الطير بالسماء؛ والأسماك في الماء ؛ والوحوش من البيداء...
الأسد:             يبدو أنني سمعت عن شئ كهذا..
ذكر البط:         آه هل سمعتم.. هاهو سلطان غابتكم يقول أنه سمع عنه.. هل تأكدتم أنى لم أكذب؟
الطاووس الأم:   إهداء.. لم يقل أحد أنك كاذب..
طاووس الأب:   وما ذا تعرف عن هذا الوحش يا سيدي؟
الأسد:             حدثني أبى عن وحش له مثل هذه الصفات وحذرني منه وقال لي إن قابلته فاقتله.. لأنك إن لم تقتله قتلك..
ذكر البط:         وهل قابلته يا سيدي؟
الأسد:             حتى الآن لم أقابله..
ذكر البط:         يا ويلي.. يا ويلي.. يعنى ذلك أنه ما زال حياً.. يعنى ذلك أنه مازال ورائي.. يا ويلي.. يا ويلي..
الطاووس الأب: يا صديقي اهدأ... لا تخف.... نحن هنا في أمان... والآن وقد جاء سلطان الغابة، فالمفروض أن يزول خوفك.. كل شئ على ما يرام.. اطمئن..
ذكر البط:         والله لا أطمئن.. طالما هو موجود.. يا ويلي يا ويلي..
                   (يثور غبار ويعلو نهيق حمار ثم يدخل الحمار مندفعاً غلى خشبة المسرح وهو            ينهق.. يصرح فيه الأسد فيرتد خائفاً..)
الأسد:             ما هذه الضجة أيها الحيوان المختل العقل؟
الحمار:           معذرة يا سيدي أعفو عنى.. فالعفو من شيم الكرام...
الطاووس الأب: ما سبب الضجة هذه أيها الحمار؟
الحمار:           إنه الخوف.. الخوف أيها الإخوان؟
الأسد:             الخوف.. مما تخاف أيها الحمار؟
الحمار:           إنه هذا الوحش الغريب يا سيدي.
ذكر البط:         آه هل سمعتم.. إنه يتحدث عن الوحش لابد أنه نفس الوحش الذي أكل أسرتي.. يا ويلي.. يا ويلي..
الأسد:             كف عن الولولة، ودعنا نفهم.. أي وحش أيها الحمار؟
الحمار:           الغريب يا مولاي.. إنه يبدو ضعيفاً.. ضئيلاً يسير على قدميه. لو نطحته برأسي أو رفسته بقدمي لسقط على الأرض كما يسقط فرع الشجرة الصغير.
الأسد:             ولماذا تخاف منه إذا كان بهذا الضعف؟
الحمار:           لا أدرى يا سيدي.. لكنه وحش صاحب حيل.. فقد أمسك بابن عمى قبل قليل..
ذكر البط:         أكله.. أليس كذلك.. نعم لا بد أنه أكله.. يا ويلي.. أكل أسرتي وأكل الحمار ابن عم الحمار؟ والآن لابد أنه سيأتي ليأكلنى.. يا ويلي.. يا ويلي..
الحمار:           لم يأكله يا أخي.. هل أنت حمار.. حتى لا تنتظر لتفهم؟
ذكر البط:         لا لست حماراً.. أنت الحمار.. فهمنا ماذا حدث؟
الحمار:           لقد أمسك به بالحيلة وشد على ظهره شيئاً يسمى البردعة.. وربط على بطنه شيئاً يسمى حزاماً ، وشيئاً تحت ذيله سماه الطفر ووضع في فمه شيئاً قال عنه اللجام ‏.. ثم ركب على البردعة.. ووضع في قدميه شيئاً يسميه منخاساً أخذ ينخسه به في جانبيه ويطلب منه الجري، فإذا تعب ضربه، وإذا تعثر شتمه، وإذا لم يقدر على الجري يعطيه للصغار من أبناءه الوحوش يذهبون به إلى الحقل فيحمل الجرار المملوءة أو القرب المنفوخة.. والأحمال الثقيلة حتى ينهكه التعب..
الأسد:             وماذا حدث لابن عمك؟
الحمار:           بقى فترة على هذا الذل والهوان ثم مات..
                   (يبكى)
الطاووس الأب: لا عليك يا صديقي.. لا تبكى يا صديقي... أنت هنا في مأمن..
الحمار:           (وهو يبكى) لقد رآني هذا الوحش بعد أن مات ابن عمى، وحاول أن يمسك بي ليضعني في مكانه، فانطلقت أجرى منه ومازلت أجرى من شروق الشمس قبل يومين أبحث عن مكان يؤويني من هذا الوحش الكاسر..
الأسد:             أنت هنا في أمان بإذن الله.. لا تخف.
ذكر البط:         أنا.. لا تخف..... الحمار.. لا تخف.. يا ويلي.. يا ويلي.. من لا تخف هذه..
الأسد:             كف عن هذه الولولة.. ماذا بك..؟
ذكر البط:         الخوف.... الخوف... هو الذي ينطقني يا سيدي.
الأسد:             لا معني للخوف.. مهما كان هذا الوحش سوف أتصدى له وسوف أعمل بنصيحة أبى وسأقتله..
ذكر البط:         يا ليت.. افعل يا سيدي.. أقتله.. أقتله..
                   (تسمع فجأة ضجة وصهيل الخيل ويدخل حصان جميل يبدو عليه الإرهاق                          والانزعاج)
الأسد:             من أنت أيها المخلوق.. هل أنت الآخر حمار؟
الحصان:         كلا يا سيدي..
                   (يغنى أغنية يعرف فيها بنفسه)
الأسد:             لم جئت إلى هنا؟
الحصان:         أنا هارب يا سيدي..
الأسد:             حيوان ضخم وقوى مثلك يهرب.. مم تهرب؟
الحصان:         من الوحش العجيب يا سيدي..
الطاووس الأب: ألا تخجل.. عيب عليك.. أنت ضخم غليظ قوى متين.. عظيم الجثة.. سريع الجري.. قوى الرفسات... وتخاف..
الحصان:         لو رأيتموه.. ما قلتم ما قلتوه..
الأسد:             وكيف هو هذا الوحش أيها الحصان لابد أنه أضخم منك..
الحصان:         أبدا.. بل هو أصغر مني بكثير..
ذكر البط:         لابد أنه هو.. هو.. لابد أنه هو         
الأسد:             كف عن جنونك هذا.. ودعنا نفهم 
ذكر البط:         ماذا تفهم أكثر من ذلك يا سيدي.. ماذا تفهم.. إنه هو.. هو.. هو..
الأسد:             إن لم تسكت لطمتك فأنهيت عمرك.
ذكر البط:         أسكت يا سيدي (يضع جناحيه على فمه)  ولكنه هو.. لابد أنه هو..
الأسد:             إن كان أصغر منك حجماً أيها الحصان.. كيف لم تتغلب عليه.. بل لمّ لم تقتله؟
الحصان:         (ضاحكاً) أنا اقتله.. يا ليت يا سيدي.. لا يغرك الطول والعرض.. لا الضخامة ولا القوة.. إنه مخلوق عجيب، وله أساليب أعجب..
الطاووس الأم:   ماذا تعنى بكلامك هذا..؟
الحصان:         إنه يا سيدتي سيد الحيل. له أفانين غريبة.. خذي عندك.. أمسك أخي بحبل.. رماه على رقبته فأصبح سجيناً.. عنده، ولم يكتف بهذا.. بل ربط قدميه بليف من حبل خشن.. ثم ربط هذه الحبال في أوتاد مثبتة في الأرض فلم يستطع أن يتحرك.. ولم يكفه هذا بل ربطه من رقبته في فرع شجرة.. فأصبح مصلوباً فلم يقدر إلا على الوقوف لا يستطيع الحركة أو النوم..
الأسد:            وماذا يستفيد من ذلك؟
الحصان:         إنه الترويض يا سيدي.. فمع شدة العذاب والألم أصبح أخي مطيعاً لا يستطيع أن يرفض له طلباً. 
الأسد:             وماذا يطلب منه هذا الوحش؟
الحصان:         لقد وضع فوق أخي شئ يسميه السرج.. ثم ربطه بحزامين تحت بطنه.. ووضع في فمه قطعة من الحديد أسماها اللجام.. مربوطة من طرفيها بحزام من الجلد يسميه السرع.. ثم ركب فوق السرج وأمسك بالسرع ووضع في قدميه قطعتين من الحديد ينخزه بهما فيجرى أخي يسابق الريح..
ذكر البط:         أعوذ بالله.. أعوذ بالله..
الأسد:             اسكت.. دعنا نفهم.. وماذا حدث بعد ذلك؟
الحصان:         بعد فترة لم يصبح أخي صالحاً للركوب، فربط في الطاحونة التي تطحن الحبوب..                  
الطاووس الأم:   وبعد ذلك ماذا جرى له؟
الحصان:         ظل يعمل فيها حتى وقع من التعب فأطلق  عليه رصاصة، وأخذه إلى مكان لا أعلمه..   
الطاووس الأب: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الحصان:         ولقد رآني منذ بضعة أيام وأخذ يطاردني لأحل محل أخي وأنا أهرب منه..
الأسد:             منذ متى فارقت هذا الوحش؟
الحصان:         لي نصف يوم وأنا أهرب منه وهو في أثرى..
                   (تثور الغبرة ثم يدخل جمل ضخم  يكاد يصطدم بالحيوانات الأخرى)
الجمل:            سيدي سلطان الغابة.. النجدة يا سيدي..
الأسد:             ماذا بك أيها الجمل.. ألم نكن معاً بالأمس... ماذا حدث..
الجمل:            إنه ابن آدم يا سيدي.. ابن آدم..
الأسد:             ومن هو ابن آدم هذا..
ذكر البط:         (يلطم خديه)..يا ويلي.. يا ويلي.. إنه هو.. إنه هو..
الأسد:             هو من أيها المخبول...
ذكر البط:         هو. هو
الأسد:             فليقل لي أحد غير هذا الأبله من هو ابن آدم هذا الذي أخاف الجمل..
الحصان:         أنه يا سيدي الوحش الذي كنا نحدثك عنه.
الحمار:           الوحش الذي أرعبنا جميعاً..
ذكر البط:         هو ابن آدم.. يا ويلي.. يا ويلي.. أين أهرب أين أفر..
الأسد:             هدوءاً.. هدوءاً.. وما علاقته بك أيها الجمل..؟
الجمل:            لقد هربت منه وهو يحاول أن يمسك بي.. فررت في آخر لحظة..
الأسد:             ولماذا يريد أن يمسك بك؟
الجمل:            لماذا... وهل يقال لابن آدم لماذا؟ إنه يستفيد من كل شئ.. أي شئ وأي مخلوق يجعله في خدمته..
الأسد:             وأنت ماذا تفيده بخلقتك الضخمة؟ وشكلك العجيب، وقوتك الجبارة.. إن أي وحش يخاف ضربة واحدة من خفك..
الجمل:            إلا ابن آدم يا سيدي.. لا يغلب هذا الحش سوى الموت..
الأسد:             وكيف يستطيع أن يمسكك.. هل هو أضخم منك؟
الجمل:            أبداً.. هو أصغر منى كثيراً. ولكنه يحتال فيضع في أنفى حبلاً يسميه خزاماً ويجعل في رأسي حبلاً آخر يسميه مقوداً، يعطى طرفه لواحد من الأطفال فيجرني الولد الصغير وأنا لا أستطيع شيئاً، ويضعون على ظهري الأحمال الثقيلة.. ويسافرون بي في الصحراوات الطويلة.. ويشغلوني في الأعمال الصعبة، والأشغال الشاقة.. لا يرحموني لا في الليل ولا في النهار.. وحين يشيخ الجمل يا سيدي أو لا يستطيع العمل، فالسكين في انتظاره.. هل ترى هذه الرقبة الطويلة وهذا الجسم الضخم.. سكين صغير يسمونه الخنصر لأنه طول الإصبع.. ووخزه في هذه الرقبة الطويلة الجميلة، ويسقط الجمل الضخم فيسلخون جلده.. ويدبغونه ليصنعوا منه الأحذية.. والأحزمة.. ويطبخون لحم الجمل بالساعات ويسيحون دهنه ثم يجلسون حول النار يتسامرون، ويأكلونه.. آه يا ويلي.. دعوني أهرب في البراري والصحراوات... قد أجد مصيراً أفضل من مصيري مع ابن آدم..
الأسد:             مهلاً.. مهلاً أيها الجمل.. لا تخف جميع هذه الحيوانات خائفة.. وهاربة من ابن آدم هذا..
الجمل:            يا فرحتي.. وهل أنتظر حتى يصطادنا جميعاً.
الأسد:             كف عن هذرك هذا.. كيف يصطادكم وأنا موجود؟
الحمار:           وماذا ستفعل له يا سيدي؟
الأسد:             سوف أفترسه..
الحمار:           تفترسه؟.. ثم ماذا؟
الأسد:             أهشم عظامه، وأشرب من دمه وآكل لحمه..
الحصان:         أنت سوف تفعل به هذا يا سيدي..؟
الأسد:             نعم.. سوف ترونه وهو يذوق الذل والهوان بين يدي..
الجمل:            لا داعي.. لا داعي.. الطيب أحسن..
الأسد:             ماذا تقول أنت خائف..؟
الجمل:            لا.. ليس الأمر كذلك.. أنا خائف قليلاً يا سيدي.. أما على نفسي.. فأنا مرعوب..
الأسد:             لم اكن أعرف أنك بهذا الجبن..
الجمل:            ليس جبناً يا سيدي. ولكنه وحش كاسر... ثقيل مخادع.. والشاعر يقول:

إذا حل الثقيل بأرض قوم

فما للمساكين سوى الرحيل
                    فدعني أذهب، ومن يريد الفرار معي فألف مرحباً به.... والله يحمينا..
(يظهر ابن آدم متخفياً في شجرة يتصنت للكلام)
الأسد:             كف عن جنونك هذا وقل لي.. منذ متى تركت هذا الوحش ابن آدم..؟
الجمل:            لقد تركته للتو واللحظة... لقد أمسك بي وهربت منه.. أنا هارب منه ولا بد أنه في أثرى.. سوف يأتي في أي لحظة..
                   (يدخل ابن آدم في هذه اللحظة فتتفرق الحيوانات وتختبئ خلف الأشجار، لا يبقى سوى الأسد وابن آدم.. وسيم معه أربعة أطفال - ولدان وبنتان - يحمل مقطفاً به عدة نجار.. وأولاده كل واحد يحمل عدة ألواح من الخشب)
ابن آدم:           من أرى.. ملك الغابة وسيد وحوشها.. يا مرحباً.. يا مرحباً..
الأسد:             (منشرحاً) آه.. أنت تعرف قدري جيداً..
ابن آدم:           وهل يخفى القمر أيها الملك الجليل....صاحب الباع الطويل.. أسعد الله مسائك وأنجح مسعاك.. وزاد في شجاعتك وقواك..
الأسد:             لكن من أنت.. أنا لم أرك من قبل بين وحوش الغابة..
ابن آدم:           أنا يا صاحب الجلالة من قرية قريبة من غابتك.. أنا نجار..
الأسد:             وماذا أتى بك إلى هنا..
ابن آدم:           الخوف يا سيدي.. إنه الخوف..
الأسد:             مم تخاف يا نجار؟
ابن آدم:           من ابن آدم يا سيدي.. من ابن آدم..
الأسد:             إنه يريد الفساد إنه يسعى خلف كل الوحوش.. آه لو وقع في يدي.. سوف أحطم عظامه تحطيماً... وأهشم رقبته تهشيماً...
ابن آدم:           يا سلام يا مولاي.. هذا هو القول الشجاع.. أمد الله في عمرك وقواك..
الأسد:             أنت فصيح.. لم أجد بين الوحوش من هو افصح منك لساناً....
ابن آدم:          هذا من كرم أخلاقك يا مولاي.. ومن نبل أصلك الكريم.. يا ملكاً.. ابناً للملوك..
الأسد:             سوف أحميك منه.. لكن متى رأيته آخر مرة؟
ابن آدم:           إنه في أثرى.. وما أن تشرق شمس هذا الصباح حتى يكون عندك في هذا المكان.
                   (الأسد يثور ويزأر غاضباً)
الأسد:             وصلت به الجرأة أن يصل إلى مملكتي.. لن أنام.. وسأسهر حتى يصل وسوف يرى عاقبة ما يفعله..
ابن آدم:           سلمت لنا يا ملك الغابة.. يا أشجع الوحوش..
الأسد:             شكراً.. شكراً.. لكن قل لي أرى خلقتك حسنة.. وشكلك جميلاً، وساقاك ضعيفتان خطواتها قصيرة.. لا تستطيع أن تجارى الوحوش.. كما أن بنيتك ضعيفة.. كيف تعيش بين وحوش الغابة؟..
ابن آدم:           أنا يا سيدي ماهر في حرفتي أعمل ما يفرح الكائنات ويسعدها..
الأسد:             وماذا تستطيع أن تفعل؟
ابن آدم:           أقول لك يا سيدي.. أتدرى أين كنت ذاهباً حين اعترض سبيلي ابن آدم؟
الأسد:             ومن أين لي أن أعلم؟
ابن آدم:           أقول لك.. كنت في طريقي إلى مملكة والدك الأسد الأكبر لأقابل وزيره الفهد..
الأسد:             أنا أسألك ماذا تفعل لا أين تذهب..
ابن آدم:           صبراً يا سيدي.. لا تغضب  كنت في طريقي  لمولاي الفهد لأصنع له بيتاً خاصاً..
الأسد:             بيتاً خاصاً ؟ الفهود تسكن بيوتاً وأنت تصنعها؟
ابن آدم:           نعم يا سيدي.. لما علم الفهد أن ابن آدم أصبح في هذه الأرض خاف..
الأسد:             الفهد.. خاف..؟
ابن آدم:           نعم خاف خوفاً عظيماً، فأرسل لي رسولا من الوحوش لأصنع له بيتاً قوياً يسكن فيه.. ويأوي إليه ويحميه من عدوه.. فلا يصل إليه أي ابن آدم..
الأسد:             وبعد؟
ابن آدم:           لما جاءني الرسول أخذت أولادي ليحملوا الألواح التي تراها، وها أنا ذا في طريقي إليه لأصنع له البيت الذي يحميه من ابن آدم..
الأسد:             فكرة عظيمة.. فكرة ذكية..
ابن آدم:           اسمح لي يا مولاي أن أمضى الآن في طريقي لمولاي الفهد.. حتى أصنع له بيته.. وأتركك في رعاية الله تنتظر ابن آدم.. وتمنع عن الوحوش شره.
الأسد:             تذهب. لن تذهب إلى أي مكان..
ابن آدم:           ولماذا يا مولاي؟ لابد أن أصنع لمولاي الفهد بيتاً..
الأسد:             لن تصنع لأحد بيوتاً قبل أن تصنع لي أنا البيت الأول قبل أن تذهب..
ابن آدم:           لكن يا مولاي الخشب الذي يحمله أولادي بالكاد يكفى لبيت مولاي الفهد..
الأسد:             تصنع لي منه بيتاً... ثم تتدبر أمورك وتحضر أخشاباً أخرى تصنع منها البيوت لمن تشاء..
ابن آدم:           ولكن يا مولاي.. أخاف من بطش مولاي الفهد وزير أبوك..
الأسد:             تخاف من وزير أبى ولا تخاف منى..
                    (يثب عليه ويلطمه فيقع على الأرض، ويلتف حوله أبنائه ليساعدونه على النهوض.. ويجمعون عدة النجار التي تبعثرت.)
الأسد:            (يضحك مسروراً مما أصاب النجار)
                    يا لك من ضعيف.. أنا لا أدرى كيف تعيش بين الوحوش.. وأنت عديم القوة هكذا.. أنت معذور حين تخاف من الفهد.. وحتى من بنى آدم هذا الذي تتحدثون عنه.. هه.. ماذا قلت.. هل تصنع لي بيتاً أم...(يلوح بيده )
ابن آدم:           وهل أستطيع إلا إطاعة الملوك.. الأمر أمرك يا مولاي..
الأسد:             ها.. أنت ضعيف ومطيع..
ابن آدم:           وها أنا يا مولاي أصنع لك بيتاً ولا كل البيوت.. الخشب يا عيال.
(يحضر الأطفال الخشب...ويصنع الرجل قفصاً وهو يغنى مع أبناءه (استعراض يسمى استعراض القفص) ينتهي الاستعراض مع نهاية صنع القفص.. ويقف الرجل أمام بابه وأطفاله بجواره مثل حرس الشرف، وينحني الرجل ويدعو الأسد للدخول..
ابن آدم:           ها هو يا مولاي بيتك قد تم صنعه.. شرفه بالدخول..
                   (يدور حوله الأسد في اندهاش ثم يدخل من الباب)
ابن آدم:           لحظة يا مولاي.. رجلك اليمنى أولاً.. حتى تحل البركة..
                   (يدخل الأسد وذيله في الخارج)
ابن آدم:           اسمح لي يا مولاي أن أحمل ذيلك العظيم.. وأضعه في بيتك الفخيم..
                   (ويحمل ذيل الأسد ويضعه داخل القفص ، وحين يدور الأسد ليخرج من القفص يكون الرجل قد أغلق باب القفص)
ابن آدم:           القفل يا ولد.
                   (يعطيه أحد أبناءه قفلاً فيغلق به باب القفص)
                    والآن يا مولاي قد أصبحت آمناً من بنى آدم..
                   (يضحك أولاده)
الأسد:             لماذا يضحك هؤلاء الأطفال.. ألم تعلمهم الأدب... ثم إن هذا البيت ضيق..  افتح لي لأخرج لا أريد هذا البيت الضيق.. اصنع لي واحداً أكبر..
ابن آدم:           لا يا سيدي.. لن أصنع لك شيئاً.. أما أولادي.. فهم يعرفون الأدب  كما أنهم يعرفون الحيل..
 الأسد:            كيف ترد على هذا الرد؟ ألا تخشى غضبى؟
ابن آدم:           لا.. لا أخشاه الآن.
الأسد:             إذاً افتح الباب وسوف أريك قوتي وبطشي...
ابن آدم:           لو استطعت أخرج...
الأسد:             افتح الباب قلت لك..
ابن آدم:          (متدللاً يشير برأسه علامة النفي.. والأطفال يقولون في تنغيم.. اللأ اللأ)
الأسد:             افتح.. ألا تخاف منى أنا ملك الوحوش؟
ابن آدم:          (يكرر الإشارة برأسه علامة النفي.. والأطفال يرددون في تنغيم..اللأ اللأ..)
الأسد:             من أنت أيها المخلوق؟ ولماذا فعلت بي ذلك؟
ابن آدم:           حتى الآن لم تعرف يا.. يا ملك الغابة!
الأسد:             أنت لم تقل لي.
                   (الأطفال وأبيهم في صوت واحد)
                    نحن بنى آدم..
الأسد:             يا خيبتي..
ابن آدم:           هيهات.. أن ينفع الندم يا صاحبي.. لقد كنت معي متوحشاً وشريراً.. وها قد نلت جزائك.. ولن تخرج من هذا القفص..
الأسد:            كيف تخاطبني بهذه اللهجة.. ألا تعلم أنى أقوى منك؟
ابن آدم:          بجسدك فقط.. أما أنا فأقوى منك بعقلي... بحيلتي.. وعقلي وحيلتي وضعاك في القفص فصرت لا               حول لك ولا قوة.
الأسد:             لقد حذروني منك.. حذروني منك ولم أستمع لنصحهم...
ابن آدم:           هيهات أن ينفع الحذر مع القدر.. وقد سمعت كلامهم جميعاً... وأعرف أين هم وسوف أمسك بهم..
الأسد:             صدق ما قالوا.. أنت وحش شرير قاس القلب...
ابن آدم:           كذب ما قالوا.. أنا لا أفعل إلا ما تضطرني له الظروف.. أنا أصطاد لأعيش.. ألا تفعل أنت نفس الشيء؟
الأسد:             نعم أنا اصطاد لأعيش.
ابن آدم:           وأنا كذلك، وبعقلي عرفت كيف أستفيد من الحيوانات لتسهيل حياتي.
الأسد:             يا لك من ماكر.. كيف ذلك؟
ابن آدم:           أعطيك مثالاً..
                   (يتحرك في دائرة ثم يدخل الشجرة المختبئ خلفها الحمار ويمسك به ويعود) 
                    هذا الحمار.. أليس هو أطعم طعام تحبه؟
الأسد:             فعلاً.. الحمير هي طعامي المفضل..
ابن آدم:           ولأنه حمار.. فقد احتمى بك منى، وأنا لا آكل الحمير بل أدعها تعمل من أجلى.. ولأنه حمار فقد احتمى من التعب بالموت.. رغم أنى أعلفه وأدبر له مكان ينام فيه، وحين يمرض أعالجه عند صديقي البيطري.. أليس كذلك يا حمار؟
الحمار:           (ينهق مجيباً)  نعم.. نعم.
الأسد:             طيب وما بالك والحصان..؟
ابن آدم:          (يسلم مقود الحمار لأحد أبنائه.. ويدور حول الشجرة التي يختبئ خلفها الحصان ويعود ممسكاً به)
ابن آدم:           لا تقل لي أنك لا تأكل الأحصنة.
الأسد:             نعم... آكلها..
ابن آدم:           تفترسها أنت وأبناء عمك النمور والفهود والضباع، ورغم ذلك لجأ إليك هذا الغبي.
الأسد:             لماذا هو غبي؟ إنه لا يريد أن يعيش معك..
ابن آدم:           نحن بنى آدم نحب الخيول ونعشقها.. ونرى فيها مخلوقات من أجمل خلق الله.. نحن بنى آدم نختار الخيول الأصيلة ونصنع لها مدارس راقية ولا نسمح بزواج الفرس الأصيلة إلا من جواد أصيل.. ولكل جواد شجرة ميلاد وشجرة عائلة.. والخيول الأخرى لا بد لها أن تعمل حتى تأكل.... فمن لا يعمل لا يأكل، أليس هذا بقانون عادل؟
الأسد:             إذاً ما شأنك بالجمل..
ابن آدم:           (يعطى الحصان لأحد أبناءه) الجمل أيها الوحش المتوحش.. سفينة لعبور الصحراء... فهو حيوان رشيق جميل.. (يدور حول الشجرة ويمسك بخطام الجمل.. الذي أظهر رأسه حين سمع ثناء الرجل) ...لكنه ناكر للجميل.. فأنا احبه وأحميه... بالله عليك.. هل تترك جملاً دون أن تفترسه إذا رأيته وأنت جائع؟
الأسد:             بالطبع لا..
                   (ينتفض الجمل من الخوف)
ابن آدم:           وكم تأكل منه ؟
الأسد:             قطعة تسد جوعي.. (ينتفض الجمل)                                                                              
ابن آدم:           أما نحن بنى آدم ،فنغذى الجمل ونضعه في مكان ينام فيه ونحافظ عليه وإذا احتجنا للسفر أو لنقل بضاعة نضعها عليه فهو مخلوق قوى يستطيع أن يحملنا وبضاعتنا دون كلل.. و لا نأكل الجمل إلا حين نجوع ..  فإذا ذبحناه أكل منه عشرات الناس واستفاد اّخرون من جلده ودهنه.. نحن نحول هذا المخلوق البائس إلى أشياء نافعة كثيرة..  بدلاً من تجــــــواله الغبي في الصحراوات يوماً يأكل وعشرة يجوع حتى يقتنصه ذئب أو وحش مثلك..
الأسد:             أرى أن لا أحد نفذ من تحت يديك
ابن آدم:           ليس تماما.. (يعطى الحبل لأحد أبناءه ويدور حول الشجرة التي خلفها البطة يمسك بها ويعود وهي تكاكى)  فنحن نربى الطيور لنأكل بيضها ونستفيد من لحمها ونصنع من ريشها وسائد..
الأسد:             أنت مخلوق أكثر وحشية من كل الوحوش.
ابن آدم:          ليس تماما.. تستطيع أن تقول أنى سيد الوحوش وأن لم أكن متوحشا مثلها..
الأسد:             بل أكثر وحشية منها.
ابن آدم:           أبداً.. فنحن أبناء آدم نبحث عن الحياة لا الموت؛ ولا نحب تعذيب الآخرين.. والدليل.. هل أنشأت الحيوانات عيادة بيطرية واحدة لعلاج الحيوانات؟
الأسد:             نحن لا نعرف شيئاً من ذلك.
ابن آدم:           أرأيت.. أما نحن بنى آدم فلا تخلو مدينة من مدننا من عيادة بيطرية أو أكثر.. خذ عندك.. هل في عالم الحيوانات جمعية واحدة للرأفة بالحيوانات؟
الأسد:             ما هذا التخريف؟
ابن آدم:           لا يوجد بلد في العالم إلا ويوجد بها جمعية للرفق بالحيوانات.. ثم نحن نحاول أن نستغنى عن الحيوانات ولا نستخدمها إلا عند اللزوم، فالإنسان اخترع كثير من الآلات التي تغنيه عن استخدام الحيوانات..
الأسد:             آلات؟.. ما هي الآلات؟..
ابن آدم:           أجبه يا بنى.. واحد من أبنائي سيعلمك ما هي الآلات..
الابن(1 ):       هي أجهزة يصنعها ابن آدم لتقوم بالعمل نيابة عنه، ولتحمله من مكان لآخر..
الابن (2 ):       مثل السيارات ؛ والطائرات ؛ والسفن ؛ والقطارات..
الأسد:            أنا لا أفهم..
ابن آدم:           لذلك أنت حيوان.. وأنا ابن آدم.. ابن آدم يتميز عن الحيوانات بالعقل.. لذلك هو يستخدم الحيوانات.. أو يضعها في أقفاص.. مثل القفص الذي وضعتك فيه.
الأسد:             (بحزن) وماذا تفعل بي...؟
ابن آدم:           خير مكان لك.. خير مكان لك.. (يلتفت للأولاد في الصالة) أين هو المكان المناسب يا أطفال؟ (يتلقى ردود الصالة.. في السيرك.. اقتله.. حتى يصل إلى رد: حديقة الحيوان، وإذا لم يتلقى الرد يجيبه أحد أبناءه بهذا الرد)
ابن آدم:           تمام.. حديقة الحيوان..
الأسد:             وما هي حديقة الحيوان؟
ابن آدم:           هي مكان رحب واسع مثل هذه الغابة.. مملوء بأقفاص أكبر وأقوى من قفصك هذا وبكل قفص من الأقفاص حيوان.. وبنى آدم مسئولون عن حمايته وإطعامه وشرابه.
الأسد:             ولماذا كل هذا؟
ابن آدم:           حتى يتفرج عليكم أبناء آدم الصغار.
الأسد:             يا ويلي.. لا أفهم شيئاً..
ابن آدم:           ولهذا أنت حيوان.
(استعراض عن حديقة الحيوان)
ستــار الختام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق