السبت، 22 يناير 2011

المواطن فقري

مونو دراما تأليف: أحمد إبراهيم أحمد
نص مسرحي باللهجة الدارجة المصرية


خلفية المسرح باك جراوند مكون من ستائر سوداء، وخطوط بيضاء ترسم حدوداً لغرفة بها شباك يعشش عليه عنكبوت ضخم، وبصدر خلف وسط المسرح سرير، وبمقدمة يسار المسرح يوجد رمز لطاولة كومبيوتر عبارة عن خطوط بيضاء مفرغة، ومعها مقعد دوار، وبمنتصف يمين المسرح شاشة تليفزيون ومعه رسيفر على طاولة صغيرة متواضعه.
يُضاء المشهد سبوت على المواطن فقري نائم على السرير في وضع الجنين وبقية المسرح مظلم، ويرن جرس المنبه، فيصيبه الفزع ويسقط على الأرض من فوق السرير، فيحاول القيام غاضباً لكنه يلاحظ وجود صرصور فيمسك بحذائه، ويركض خلفه على أربع وهو يهدد ويتوعد.
المواطن فقري:        أخ يا ابن الحرام... قاعد تتفسح قدامي... والله ما انا سايبك يا ابن الكلب... صرصار وابن كلب... حلوه.. وراك وراك... ها تروح مني فين؟ الله... مفاتيحي اللي ضايعه من جمعه...آه يا ابن الحرام... عايز تستخبى ورا المفاتيح... ها آو... فاكرني حا ارحمك... نعم؟ وراك عيال تربيهم؟ أنا هاخلص منك أنت الأول... وبعدها ها قطع خلفك وخلف خلفك... هاهاهاهاها... خذ... خذ.
يقوم بشعور المنتصر بعد قتل الصرصار لكن في تكاسل، ويمد يده إلى زجاجة ماء يشرب منها ثم يتمطى، ويقوم واقفاً ويمارس بعض الرياضة الخفيفة، ثم يجلس على الكرسي الدوار أمام طاولة الكومبيوتر، ويقوم بحركات بانتومايم كأنه يفتح الكومبيوتر، ثم يترك مكانه ويذهب إلا وسط مقدمة المسرح، فيضاء سبوت أخضر، ويجلس القرفصاء في بقعة الضوء الأخضر.
المواطن فقري:        آآآخ يامه... من زمان وأنا نفسي أقعد معاكي، واحكي لك عن كل حاجه... نفسي أرغي معاكي، وأفتح لك قلبي زي ما كنت باعمل وأنا صغير... نفسي أرتاح معاكي... وأفضفض لك وأسمع نصايحك... ههه... قال اسمع نصايحك قال... كنتي دايماً تنصحيني... وأنا ولا سمعت لأي نصيحة من نصايحك، كنت دايماً أوعدك... بس والله بصراحة ما عملت ولا مره بنصيحة واحده من نصايحك... وصتيني ما ادخنش وقلتي لي وأنتي تبكي "والله يابني السجاير دي راح تعدمك العافيه." وكنت أمسح دموعك وأنا أقول لك ولا يهمك يا امه.. بطلي عياط بقى... والله هابطل تدخين... وكل اللي عملته أني بطلت ادخن قدامك... تعرفي يمه... أنا دلوقتي با أدخن علبتين كبار كل يوم... لا... ووشي بقى أصفر من كثر الدخان... اللااااااااااه يمه... كأني سامع صوتك يوم ما سافرت، وأنت واقفة على محطة الأوتوبيس... صوتك باقي في وداني لحد دلوقتي وأنت تقولي لي "الله يرزقك يا ابني... ربي يفتحها في وشك... الله يرضى عليك زي ما أنت مراضيني." تصدقي يمه أول ما ركبت الاوتوبيس... حطيت راسي ونمت... ولا صحيت إلا في المدينة... يااااو يا أمه رقبتي كانت حتنكسر لما صحيت... أعوذ بالله يا أمه... بيوتهم عالية قوي... تصدقي أقصر بيت عندهم أطول من بيت العمدة بتاعنا يمكن عشر ست مرات... با أقولك رقبتي انكسرت وأنا ابص عليها من تحت وهي فوووووق.
       آآآخ يمه... على طول بيوتهم وكبر البلد... لكن تخنق... تعرفي يا امه الواحد برا بلده ولا حاجه... ولا يسوى... ما عندوش لا أهل ولا أصحاب ولا يحزنون...  وأكبر دليل يا امه... مسعود ابن جارنا سعيد... معقوله مش فاكراه؟ أيوه هو الجربان الله يقطعه... هو في حد جربان عندنا غيره؟ بالظظظبط  هو اللي كان دايماً يجي عندنا ياكل ويشرب ويستحمى وينام... أقول لك حاجه... والله يا امه عمري ما قصرت معاه... أنا كنت أديه السجاير بتاعتي من وراكي... يوووووه استني بس لما أقول لك... لما وصلت المدينة افتكرت أنه بيشتغل فيها... قلت لنفسي يا واد بدل ما تروح تسكن في أكانده لحالك زي القرد، وتضيع فلوسك... روح له وأهو أنت صاحب فضل عليه... تعرفي عمل إيه الندل؟ يووووه يا امه الله يهديكي... بقى لي ساعة وأنا اكلمك... إيه نمتي يمه؟ أصحي معايا... دلوقتي بتسأليني عمل إيه؟ عمايله سوده هو وأهله... يا ريتني ما رحت له ولا شفت وشه... الندل الواطي... تصدقي يا امه قبل ما أقول له أي حاجه... صب لي كباية شاي باردة زي وشه... وقعد يبص لي بعيونه اللي زي عيون الحيه من ورا النظارة قعر الكبايه اللي مركبها فوق مناخيره العوجه... تعرفي قال إيه يا امه؟ في الحقيقة والله... أنت جار وعزيز وغالي... بس؟ بس إيه؟ أنا عندي ظروف... عندي معاد مهم دلوقتي ولازم أمشي.
يقف في مكانه، ويبدأ عراك بينه وبين حسنين
يعني إيه؟ يعني بعد إذنك اتفضل من غير مطرود... بتكرشني يا واطي؟ يا شحات؟ اتكل على الله وما تقرفناش بريحتك المعفنه... أنا معفن يا جربان... يلعن أبوك وآبو أبوك... يا الله هوينا ووريني عرض قفاك... حسيت أني انضربت على قفايا يمه... قمت مكسور الخاطر... أخذت شنطتي المقطعه ومشيت من عنده من غير ما أبص ورايا... مش عارف أروح فين... الدنيا سوده في عيوني...لكن الحمد لله بفضل دعواتك ربك يسرها لي... لقيت راجل كبير يتعكز على عصايته في الشارع... بصراحه يمه حبيت أتفلفس عليه زي ما كنت اتفلفس على شيخ الجامع بتاعنا زمان الله يرحمه... ههههاي... طيب طيب... راح أقولك كنت باعمل معاه إيه بس هاااه... أوعي تقولي لحد... لو كان أبويا عرف كان موتني... اتفقنا؟ أقولك يا ستي... كنت دايماً أرجع من السهرة مع صحابي قبل الفجر بشوية... يوووه يا امه... والله أنت ما يتقال لك حاجه... الكلام ده زمااااااان... مش دلوقتي... دلوقتي با انام م المغرب... طيب ولا يهمك والله ما راح أسهر تاني... خلاص بقى... المهم... كنت دايماً أقابل شيخ الجامع الله يرحمه وهو رايح الجامع يتوضى ويأذن للفجر... ماشي يتعكز على عصايته... أصل المسكين كان ما بيشوفش بالليل... كان دايماً يصادفني وأنا راجع للبيت... ولما اقرب منه يبربش بعينيه ويسألني؟ ينتقل إلى أعلى وسط المسرح، ويضاء عليه سبوت بنفسجي ويقوم بتبادل أداء دوره ودور الشيخ  مين أنت يا ولد وابن مين؟ أرد عليه بكل روقان... أنا حسنين يا عمي ابن محمدين طناشي... يرجع يسألني ومين تبقى أمك؟... أرد عليه بعصبيه وأقوله... مالك ومال أمي؟ يرفع عصايته علشان يضربني أزوغ منها... ما هو مش شايف بقى... أضحك وأقول له أمي مستوره... وقبل ما يسألني وأمك تبقى بنت مين؟ أكون أنا اختصرت المشوار وقلت له... مستوره بت مبارك... وكان الله يرحمه ويبشبش الطوبه اللي تحت راسه يسألني كل يوم نفس السؤلات... وبصراحه نقطني بسؤلاته... قلت لنفسي والله لازم أوريه وأأدبه عشان يتوب يسألني... بخبث عملت إيه؟ ما تستعجليش على رزقك... في يوم من الأيام أخدت الملايه البيضا من عند أختي نورا... ودفست راسي بخيشة الدقيق... بقى وشي وشعري بيض... واستخبيت ورا باب البيت لحد ما وصل... لما قرب رحت له... ساعة ما شافني ولسه حا يسألني سؤلاته البايخه... دعك عينيه وسألني... يخرب مطنك يا ولد إيه اللي خلى لونك أبيض في أبيض؟ أنا استغليت ضعف نظره وقلت له أنا مت قبل شويه يا مولانا واللي قدامك دلوقتي هي روحي... الراجل اترعش وقعد يتعوذ من إبليس... بصراحه أنا خفت يفطس ولا يحصل له حاجه... قعدت أهديه وأقول له ما تخافش... أنا مش حا أضرك... أنا قلت لازم أشوفك قبل ما أروح للسماء وأنصحك لأن ربنا غضبان عليك... الغلبان قعد يعيط ويترجاني... يا ابني أنا ما عملتش حاجه تغضب ربنا... قلت له... أنت راجل طفس وسؤالاتك كتيرة بتزعل الناس... لكن بيختشوا منك ومش بيقولوا لك عيب علشان أنت راجل كبير وشيخ الجامع... وعشان تسلم من غضب ربنا عليك... لازم الناس تسلم من أذيتك... تروح الجامع عدل... لا تسأل حد ولا تكلم حد... تدن وتصلي وترجع لبيتك في حالك... ولو تدن وتصلي في بيتك أحسن للناس وأحسن لك.
عملت كدا ليه؟ سبحان الله... أنت اللي بتسألي؟ نسيتي لما كنتي تشكي لي زمان من أبويا وأسئلته البايخه؟ هههه حتى وهو نايم كان يسألك... يا امه صلي على أبو فاطمه... ما علينا... المهم الراجل من بعد ما طلع له العفريت ههههه... قعد في بيته لحد ما فطس... هههههه يا امه خلاص... كفايه خناق... الكلام ده زمان... لما كنت طايش... دلوقتي خلاص بقيت راجل وعيب اعمل كدا... طيب... طيب... صلي على النبي بقى... خلينا نرجع للي حصل لي بعد ما وصلت المحروسه... أنا قابلت الراجل العجوز بعد ما طردني الخسيس مسعود... سألته عن أي أكانده هنا ولا هناك... إنشا الله تكون صندوق خشب بس تكون رخيصه... الراجل كتر خيره دلني على لوكانده عند سيدنا الحسين وأخذت لي أوضه ع السطوح تمشي الحال...  أول ما دخلت على طووول رميت روحي عالسرير... وما حسيتش بنفسي إلا ثاني يوم... أصبري يا امه... دقيقة دقيقه يا امه... ثواني بس... أصبري الله يهديكي فيه حد يخبط على بالانتل نت... إيه هو الانتل نت... دي حكايه طويييله أقول لك عليها بعدين... الله يخليكي يا امه أصبري... بس أخلص وأقول لك.. يتوجه نحو الكومبيوتر بعد أن يعدل من هيئته ويبدأ في الحديث مع الكومبيوتر ويضاء عليه سبوت أحمر... يا مراحب... يا ميت مليون أهلاً وسهلاً... يا مرحبا... ازيك يا عيوني؟ وحشتيني... ليكي كام يوم مختفية... يا جميل اسأل مره علي وقول لي قساوتك ليه... والله حرام عليكي... موتيني... قتلتيني... أنت عارفه قد إيه أنا با أحبك... آااااااه بس لو تخليني أشوف وشك الحلو... برضه مش عايزه توريني ولا تخليني أشوف وش القمر؟ والله حرام... أنت مش حاسه أنا مشتاق لك قد إيه... يا حياتي... يا عيني... يا روحي على الدلال... بس وحياة أبوكي ما تلعبيش بي... أصلك بتدلعي علي يا قلبي... خلينا من العتاب يا روحي... قولي لي القمر لابس إيه؟ أووووف... بجد؟ يتحدث بلهجة صعيدية ياااا أبوي... والنبي هبلتيني... بتقولي إيه؟ اللي تحت أحمر... يا ويلي... ويا سواد ليلي... موتيني... جننتيني... بتقوليي إيه؟ عايزاني أفتح الكام ؟ با أقول لك إيه... خليني أشوفك الأول وبعدين اعمل لك اللي تقولي عليه... إيه؟ لا.. لا.. لا... ما تقفليش... خلاص ها فتحها... إحم إحم... رأيك إيه؟... حلو أنا... صُح؟ أكيد عجبتك... يا الله.. افتحي الكامرا بتاعتك وبلاش دلع... مش رايح أسكت لحد ما أشوفك يا قمر... نفسي أمتع عيوني بسحر عيونك... با أقول لك إيه... ما زهقتيش م الانتل نت... مش فاهمه؟ لنفسه ودي إيه اللي يفهمها دي؟ طيب... يعني اديني نمرتك... نمرة إيه؟ يعني ها أكون عايز نمرة عربيتك؟ نمرة التلفون بتاعك... يا الله بقى وبلاش تقل... بتقولي إيه؟ عايزاني اقلع لك الفنله؟ لا.. لا.. لا.. لا.. لا.. اختشي يا بنت الناس... بجد زعلتيني... شكلك ناويه على نيه سوده... بتقولي إيه؟ لا.. لا.. لا.. ما تقفليش وحياة أبوكي... الشكوى لله... وآدي الفنله قلعناها يخلع التي شيرت ويبقى بفانيلة كتافي داخليه اهه... إيه رأيك؟ حلو؟ عجبتك... مش كده؟ بتقولي إيه؟ اقلع البنطلون؟ لا.. لا.. لا.. إلا دي... اختشي يا بنت الحلال... عيب كده... أنت لحد دلوقتي وشك ما شفناهوش وعايزه تتفرجي عليّ زي ما ولدتني أمي؟ بتقولي إيه؟ ها تقفلي الانتل نت؟ يحدث نفسه شكلها خربانه خربانه... خليني راجل وخلي الكرشه تيجي مني ولا تجيش منها... با أقول لك إيه... فاكره نفسك حا تضحكي علىّ؟ أنت مين ولا أنت مين انتي؟ ها تقفلي اقفلي... في ستين ألف سلامه... خلاص... أنتي حره... إذا كنتي مش عايزه تكلميني كمان أنا مش عايز اكلمك.. ده أنت مسخره ... بتقولي إيه؟ والله أنتي قليلة أدب ولا اتربيتيش... أعوذ بالله... إيه قلة الأدب دي؟ اختشي... الله... الله... يا ابن الكلب...  يا ابن الحرام...كل ده وأنت قاعد تلعب علي؟ أتريني أنا الاهبل ومصدق إنك بنت... أتفو... أتفو عليك وعلى اللي جابوك... الله يلعنك... أعوذ بالله... أعوذ بالله... يترك الكومبيوتر ويذهب للجلوس على حافة السرير منهكاً ومهتاجاً شفتي... شفتي يا امه.. شفتي الناس الوسخه... الانتل نت ده طلع مزبله... بيضحكوا على خلق الله... والندل ابن الحرام عرف أني بلديات وعلى نياتي وقعد يتسلى بي... يستعيد كبرياءه ويتحدث في مكابرة مستعيداً اللهجة القاهرية هو ما اتسلاش بي قوي... بالعكس... أنا كشفته أول ما كلمني... بس قلت أخليه يتسلى شويه... الله يقطعه... لا ويوريني وشه وهو بيضحك... مبسوط... آاااخ بس أنا اعمل إيه؟ أروح فين؟ بلد لا فيها لا صديق ولا حبيب... والمشكلة تتعب وأنت تتمشي وتلف فيها وحدك زي الكلب الاجرب بلا صاحب... كبيرة قوي يا امه الله يخرب بيوتهم... تعرفي يمه... الشارع فيها أكبر من بلدنا كلها... لا... والحارة الواحده فيها بيوت أكثر من عشر بلاد زي بلدنا... لكنها بيوت كبيره ومسكرة... ما تعرفيش أنهي بيت مسكون وأنهي فاضي، ولا تعرفي حد من اللي فيها... ولا تشوفي حد ولا حد يسأل فيكي... تصدقي يا امه... الظاهر لو حصل لي حاجه بموت وأعفن في أودتي دي وما حدش حاسس إيه اللي حصل لي... هييييييييييه احنا ما لنا ومال السيرة المنيله دي... إيييه نسيت أقولك يا امه... مش اتعلمت السواقة... أيوه بجد والله... بقيت أسوق الاوتونبيل تقوليش جن مصور... بتقولي إيه؟ عايزاني أوديك السوق... سوق إيه يا امه الله يهديكي... يا امه سيبينا من حكاية السوق دي وخليني أحكي لك ع اللي حصل لي وأنا باتعلم السواقه... والله يا امه اللي حصل لي ما أعرف أضحك بسببه والا أعيط... كنت يا امه... امه... يا امه إنتي معايا ولا نمتي؟ صح النوم... معايا...كويس... شوفي يا ستي وما سيدك إلا أنا ههههه... أيوه كده اضحكي... كنت يومها راكب مع واحد صاحبي... الله يقطعه ويقطع صحبته... المهم كنا نلف وندور بعربيته، وطلبت منه أجرب السواقة... وافق... فرحت وقعدت أفرفر بالعربية لحد راسي ما داخت... شويه إلا وكمين مرور وقفنا... جانا أمين الشرطة... الرخص... صاحبي قام وأداه الرخص اللي معاه... بص فيها أمين الشرطة ورجعها له وبص لي وقال لي: وأنت... فين رخصتك؟ قمت أنا ورقعت له ابتسامة زي بتاعة إعلانات معجون السنان وقلت له: رخصة إيه يا باشا؟ أنا أصلاً ما عنديش عربية ورحت مكركر في الضحك.. رد علي وقال: ما شاء الله مدام ما عندكش رخصة... عامل فيها سواق ليه من أصله يا روح خالتك، ومعرض حياة الخلق للخطر؟ عايز تدوس لك واحد عشان تتعلم السواقه؟ اديني بطاقتك وانزل يا روح أمك... شايف البوكس اللي هناك ده... روح ارتاح فيه لحد ما نوديك بيت خالتك؟ آه يا امه وعينك ما تشوف إلا النور... ودوني الحجز يا أمه... أناااا على آخر عمري أدخل السجن يبكي بحرقه لا وحطوني مع المجرمين كمان... آآآه قعدت نفسي مكسورة مش قادر أكلم حد... شوية وغلبني النوم... صحيت مفزوع على واحد بيقلعني البنطلون، مسكت البنطلون وإيدي ماتت عليه... بصيت لقيت كل اللي في الحجز بيضحكوا... قمت أدور على جزمتي لقيتهم سرقوها وأنا نايم... تزداد نبرة الحزن وينشج بالبكاء بقوة سرقوا كل حاجه وأنا نايم زي التور وأنا مش حاسس بحاجه... قعدت مرعوب أنام بعنين مفتوحة يمه... كان لما يجيني النوم أحس بكهرب بجسمي تخليني آقف على طول... واتسند على الحيطة وأنا ماشي مرعوب أرتجف... وأرتجف... وأبكي...
كانوا يطفوا النور بعد صلاة العشاء... يجينا الحارس وهو يدخن ويشتم... يالله نام منك له يا حمار يا بن الحمار... تخيلي يمه ما فيش نور غير جمرة سيجاره الحارس... وتبقى الدنيا وحش أسود يمه... وحش ما يعرفش الرحمة... والزنزانة حفرة سوداء تبلعنا... وما يبقى ليش غير الخوف يدق في صدري بدل دقات قلبي... ويخليني أرتعش... وارتجف... وأبكي... وآخذ كم قميصي الوسخ في بقي أكتم بكايا وأبكي... أبكي وأتذكرك... أتذكرك يمه.
المهم طلعوني بعد كم يوم وأنا متبهدل...عارفة يا حاجه... أنا من خوفي وذلي بقيت ما أطلعش من البيت أبداً لما طلعوني من الحجز... من الشغل للبيت ومن البيت للشغل... لا اصحاب ولا وجع قلب... خلاص... بطلّنا... وما بقاش عندي غير الكمبتوتر والدش... تصدقي يمه... كل يوم أرفع أيديه لربي وأدعي للي اخترع الدش والكمبتوتر... جاب لنا الدنيا كلها عند رجلينا... يا الاااه يمه على الدش وعلى اللي يجي في الدش... تشوفي الحرب والضرب وقت بوقت زي الآدان، وتعرفي كل حاجه في الدنيا... اللي يحصل في أمريكا تعرفيه كأنك تتصنطي على اللي بيحصل عند جارتك أم السعد والا أم حسين أو خالتي سعده...
أيوه... با أقول لك إيه... بمناسبة سيرة خالتي... ازاي بنتها هند؟ تعرفي يمه... أنا كنت استخبى ورا الجميزة واقعد ابصبص عليها وهي في الغيط بتلم الحشيش... اتعلمت الوساخة دي منين؟ ههههه الحركه دي من خيرات مسعود ابن جارنا سعيد الله لا يسعده... أنا ما كنتش فاهم إزاي بيعرف الناس بتعمل إيه من غير ما يعرفوا... لما سألته ضحك وقال لي يا غشيم استخبى زي وشوفهم بيعملوا إيه من غير ما يشوفوك... كان يسيب بيتهم مفتوح... ويستخبى جنب البيت، ويشوف من يجي ويروح على بيته... والله يمه أنا استغربت هو بيعمل كده ليه... لكن بصراحة... عجبتني عملته، وبقيت اعمل زيه استخبي ورا الجميزة... وابصبص على هند بنت خالتي في الغيط... الله يمه... وشها زي القمر... ما تزعليش بقى... عارف أنها بنت أختك لكن أنت عارفه... أنا شاب وسخن وعمري ما شفت لا بنت ولا مره... نفسي أعرف شكلها إيه... تعرفي... يا حلاوتها وهي ماشية زي المعزة كده تتنطط وتغني... يالله على جمالها... أحححح... أووووف يمه... با أحبها با أحبها موت.
اسكتي اسكتي.. مش كنت ها اتجوز... ازاي؟ أقولك ازاي... شوفي يا ستي فيه واحد من زمايلي في الشغل كان عايز يجوزني اخته... أنا يمه اتحمست وفرحت أن فيه واحد شايفني راجل ينفع يديه له اخته... رحت لمدرس العلوم اللي معانا في المدرسة... وقلت له ع الموضوع وسألته الناس بتعمل إيه في الجواز... الراجل ضحك وقال لي... أنت خريج معهد ازهري متوسط، وأنا حاديك درس في العلوم لوجه الله... قلت له: يالله علمني.. ضحك بصوت عالي وقال: المرأة ليها خواص فيزيائية... بتصل لدرجة الغليان لأتفه الأسباب... وبتتجمد في أي وقت، وما تقدرش تسيحها هههههه إلا بطرق خاصة وما افتكرش أن واحد خام زيك يعرف يسيحها ههههه... أما الخواص الكيميائية يا ابني فهي عنصر شديد المرارة إذا ما عرفتش تستخدمه بشكل صحيح، وفي نفس الوقت هي عنصر نشط جداً وغير مستقر... وحساسة جداً للذهب والجواهر، وعنيف إذا تركته لحاله... ههههه... شديد الامتصاص للطعام الدسم، ويصير لونه أحمر لما يلقى جنبه عنصر مثله... بشرط يكون أجمل منه... يعني مره أحلى منها... ههههه... وما تعرفش تسكت... وتنفجر بسهولة... ويتغير شكلها لما تستحمى، ممكن تبقى أحلى أو أعوذ بالله توحش أكتر... أنت وحظك... وهي من أفضل العناصر اللي تضيع القروش... ههههه.. فهمت؟ هزيت راسي لكن الحقيقة والله ما فهمت حاجه من كلامه... كلمني صاحبي اللي عايزني اتجوز أخته أكثر من مرة... وأنا مش عارف اقول له إيه؟... حسيت بالخوف... أنا يا الله يا الله عارف أعيش لوحدي... أروح أجيب لنفسي وجع قلب ومره عايزه مصاريف، وكم شهر وتبليني بعيل والا عيله... ويوم النهارده عايز لبن بودره... وبعده ما أعرفش إيه... الصبح يكح... وبالليل سخن... وتصحيني نص الليل من أحلى نومه ودينا المستشفى... الواد بيموت م السُخنيه... أنا ما لي بوجع الراس والقلب... با أقول لك إيه... بطلت.
قلت لنفسي ما لك يا ابن الناس إلا الكومبتوتر والدش... وبعد ما ترجع من الشغل تاكل اللي موجود إن شاء الله طوب وتنام براحتك، ولما تصحي شغل الدش وروح للكومبتوتر ومن الكومبتوتر للدش... زي اللي بيتقلب وهو نايم من جنبه اليمين لجنبه الشمال.
تصدقي يمه.. مع أني قبلت بعيشة المحروم دي إلا إني تعبت يمه... الدش ما يطلعش أكتر من الحرب والضرب، ولما نروح لقناة ثانية... أووووووووف... يطلعوا لك بنات آآآآآخ يمه... يا حلاوتهم... تقولي ربك خلقهم من غير عظم... مش زي بنت أختك هند... اللي عايزه تتنقع في بطاس خمس سنين عشان تنزل القشف اللي عليها...آآآه يمه... لما أشوف البنات دول أحس بطعم اللبن في بقي... بس المصيبه يمه إني بعدها بشوية أحس إن ريقي نشف، وتجيني رعشة تمسكني من ساسي لراسي، وابقى زي المحموم، وما ارتاحشي إلا إذا دخلت الحمام الله يعزك يمه.
المهم بعد كده أقعد على الكومبيوتر... يا سلاااااااااام ع الانتل نت اللي بيقولوا عليه يمه... والا الإي ميل... والمنتديات... والجوجول اللي يجاوبك على كل سؤال يجي براسك... أي حاجه عايزاها تلاقيها.
لكن حتى دول زهقت منهم يمه... خصوصاً المنتديات جنوني... يقولون يمين... أروح يمين... يرد واحد ثاني ويقولي أنت غلطان إيه اللي يوديك يمين... ارجع... الشمال أحسن لك... أرجع للشمال ألاقى واحد تاني يوقفني ويقول لي... وقف... إيه حكايتك؟ الغرب... الغرب أسهل لك... في الغرب تلاقي العز وأكل الوز... تلاقي ابنك زي الاهبل اللي تايه في المولد... إزاي؟ أنا أقول لك ازاي... الله يسلمك يا أمه قالولي لي قاطع البضاعة الأمريكية... ليه؟ لأنها تدعم إسرائيل... طيب والعربيات الإمريكية اللي ماليه الدنيا، نعمل بيها إيه؟ ما تلاقيش رد، شوية ويطلع لك واحد يزعااااااااق قاطعوا المنتجات البريطانية... طيب ليه؟ لأنها بتدعم أمريكا، وقبل ما تسأل يقولوا لك قاطع المنتجات الدانمركية عشان الكاريكاتير... قاطع الهولندية عشان الفلم... قاطع الألمانية لأنها جنب هولندا والدنمرك، وأوعى تروح سويسرا لأنها جارتهم... ولما ابص حواليا يا امه ألاقى كل اللي يكتبوا الكلام ده يكتبوه بكومبتوتر برامجه أمريكية، وقاعدين في ستاربكس بعد ما اتعشوا كنتاكي ومعاهم أكل واخدينه البيت من ماكندلانز... والله ها انجن... نفسي أفهم؟ إيه هو ستار بوسكس؟ دي قهوة أمريكاني يمه، وماكندلانز برضه مطعم خواجات... لا لا ما فيش فيه لحم خنزير... با اقول لك إيه... خليني أكمل لك كلامي... قلت خلاص نخلي السياسة لأهلها... ونشوف الناس بتاكل وتشرب إيه ونتعلم منهم... دخلت منتديات الأكل إلا والاقي ناس بتقول ما تشربش البيبسي لأن فيه مواد تنظيف وعصارة خنزير... ولا تشربش مشروبات الطاقه لأنها تسبب عقم... وأوعى تأكل لحم البقر لأنه هايجيب لك جنون البقر... ولا تقرب من الفراخ لا يجيلك أنفلونزا الطيور... وانتبه تآكل سمك لا يجيك المد الحمر... وخد بالك من الخضرة والفاكهة عشان فيها هرمونات تخليك تعجز بسرعة... وما تشربش ميه معدنية لأن فيها كلور... وما تحطش الميه في الثلاجة فقزايز بلاستك... ليييييه؟ لأنها مسرطنة... وما تحطش الميه في قزايز قزاز... ليييييه؟ جايز ينكسر وتشرب القزاز المكسور وتموت... وأسمع... أوعى تخلي الأكل والميه بره الثلاجة عشان ما يتلوثش... وما تشربش من بزبوز الحنفية... زفت... وما تنساش... انتبه تاكل معلبات لأن فيها مواد حافظة... واشرب خل التفاح... بيحرق الدهون... حلو لقلبك... ويرجع واحد يحذرك إنتبه تشرب الخل... ها يجيب لك قرحة في المعدة، وما تشربش العصير المعلب اللي يقولوا عنه طبيعي لأنه أصلاً مش طبيعي... صناعي... كله سكر وألوان... طيب يعني آكل إيه وأشرب إيه؟ هوا؟ لأ طبعاً لأن الهوا ملوث بشكامنات السيارات ودخان المصانع... الهوا راح يموتك... وما تدخنش ولا تشرب شاي أو قهوة بعد الأكل... كل واسكت... أحسن حاجه... الواحد ياكل ويطلع فوق برج الجزيرة الله الله على سحرها وينط... يريح الناس من خلقته ويرتاح من الخلق وخلقتهم.
قلت أبطل منتديات الأكل وأدور على حاجة ثانيه أعرف منها الناس عايشة ازاي وأتعلم وأطور نفسي عشان ماحدش يقول عني بلديات مش فاهم حاجه... يا ساتر يارب... هو ما فيش غير الخوف والتخويف؟ أوعى تشرب ميه بعد الأكل ها تعمل لك كرش... ولا تنامش بعد الأكل... وما تقعدش... ولالالالا... طيب اعمل إيه يعني؟ اطير؟ اتشقلب؟ ويجي لك واحد يحذر بقوه... انتبهوا ياعالم... ما تستعملوش مزيل العرق ولا الشامبو ولا الصابون... بيسببوا سرطان... طيب استحمى بإيه؟ بالتراب؟ بطوبه حمرا؟ والله حاجة تجنن.
مش كده وبس... نسيت أقولك اللي بيقولوه ع الأجهزة... يجيلك واحد عامل نفسه أبو العريف ويقول... ركب سماعه للموبايل وما تتكلمش فيه من غير سماعة... الموبايل فيه موجات بتقتل المخ... طيب استعمل السماعة... لا يا حمار... السماعة فيها موجات هي كمان... طيب سماعات البلوتوث تحل المشكله؟ والله صحيح أنك بلديات وجاهل... البلوتوث برضه فيها موجات تضر بالمخ... طيب اعمل إيه؟ أكسر الموبايل ؟ ولا كل خلق الله اللي يستخدمون الموبايل ما عندهمش مخ؟ اسمع الكلام وما يبقاش راسك ناشف... احنا بننصحك لوجه الله... وخد بالك لما تركب عربية فيها مكيف أوعى تخلي الهوا يدور فيها... التنفس يلوثه وينقل العدوى... ماشي نهوي العربية... احترس... أوعى الهوا يجي من بره لأنه ملوث، كمان خد بالك تعبي بنزين الصبح لأن كثافة البنزين بتكون عالية في الوقت ده... اسمع كلامي أنا ما تعبيش بالليل عشان كثافة البنزين بتكون واطية... الحمد لله أنا ما عنديش سيارة أصلاً... ممتاز استفيد من الميزة دي واطلع امشي في الشمس عشان يستفيد جسمك من فيتامين د... لالالا... أوعى تطلع...لو مشيت في الشمس بيجيك سرطان لأن فيه ثقب بالأوزون... نعم؟ إيه هو الأوزون ده؟ ده موضوع كبير... صعب تفهمه.
واللي يجنك ياامه أصحاب الفتاوي اللي قاعدين يفتوا في كل حاجه... البوكيمون حرام... البلايستيشن حرام بس ما قالوا أي بلاي ستيشن 1 ولا 2 ولا 3 وأحلا فتوى يا امه فتوى قتل ميكي ماوس ههههههههه.
أقول لك يا امه... أنا تعودت أصلي الفجر بمسجد صغير قريب من الشقه... الحمد لله بقيت أصلي وأصوم وأتصدق على المساكين... المهم خليني أكمل لك الحكاية... كان في الجامع اثنين ما شاء الله عليهم... دايماً ألاقيهم بعد ما تخلص الناس الصلاة يقعدوا يسبحوا ويتكلموا مع بعض... عرفت أن واحد منهم أسمه أبو صالح والثاني أبو راشد... مرة من المرات قلت يا واد اقعد في الجامع شوية وأقرا قرآن عسى الله يفتح عليك... فجأة سمعت أبو صالح يتنهد... سأله أبو راشد: خير يا أبو صالح... مالك بتتنهد من قلبك؟ رد عليه أبو صالح وقال: والله با أفكر في الدين العظيم اللي طلع من مكة ووصل لآخر الدنيا... قاله أبو راشد: صحيح والله يا بو صالح... بس أقول لك... أوعى تحسب أهل أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا بين المسلمين والله مالهم من الإسلام إلا اسمه... رد عليه أبو صالح... صحيح والله يا أبو راشد... وأزيدك من الشعر بيت... حتى أهل الشام والعراق والكويت واليمن ما تعرفش دينهم إيه... إسماعيلية على علوية وما أعرفش إيه... رد أبو راشد وقال: صحيح يا أبو صالح وعندك السودانين والتوانسة والمغاربة... سحارين ودجالين وما يعرفوش من الإسلام إلا الشكل بس... رد عليه أخونا في الله وقال: تمام الإسلام بس عندنا وفي السعودية... اتنهد عمنا أبو راشد وهو بيقول: مضبوط يا أبوصالح لكن والله تصدق... دينهم في السعودية ملخبط... أهل الجنوب أهل بدع وزيدية وإسماعلية وما يعرفوش من الدين إلا اسمه، وأهل الشرقية رافضة وشيعة... وأهل الحجاز مبتدعة وصوفية... الدين والله في نجد والباقي ارمي ورا ضهرك... رد أبو صالح... صحيح يا أبو راشد لكن مش كل أهل نجد دينهم زي ما أنت فاهم... عندك أهل الرياض بيشربوا الخمره ويدخنوا ويشوفوا الدش والله ما أقدرش أحكم على دينهم... شوف يا مولانا أنت إذا كنت تدور ع الإسلام مش راح تلاقيه في أي مكان إلا عندنا هنا... رد أبو راشد... والله كلامك صدق يا أبو صالح لكن مش كل أهل بلدنا برضه دينهم زي ما هو مفروض... بص حواليك تلاقيهم بيبيعوا الخمرة والسجاير، ويلبسوا نسوانهم هدوم ضيقة ومحزقة وتبص ع البيوت تلاقي الدشوش مالية السطوح... تصدق... الدين الصح في حارتنا دى وبس... رد أبو راشد... يا سلام  يا أبو صالح ربنا حط الحق على لسانك... لكن تصدق مش كل أهل حارتنا برضه على السراط المستقيم... تبص تشوف اللي بيصلي منهم بيسحب رجليه للجامع تقلش مغصوب... ربك يدفع البلا بس... والله الظاهر ما فيش في الحارة دي إلا أنا وأنت يا بو راشد... رد أبو راشد... والله يا أبو صالح الظاهر كلامك حقيقي لكن أنا شايفك اليومين دول خربان ومش مظبوط... ليه مش بتخشع في الصلا... خاف ربنا يا راجل؟ خلي في قلبك شوية إيمان وخشا من الله!
ونزل الاتنين في بعض شتيمة وتهزيق، اتدخلوا ولاد الحلال وفرقوا بينهم، وبعدها الاتنين بقوا زي الديوك ولا حد منهم عايز يسلم ع الثاني... وشوية وأبو صالح ما بقاش يجي الجامع وبقى يصلي في جامع ثاني... أنا بعد اللي شفته بطلت أروح الجامع... وقلت لنفسي لا إله إلا الله... بقى في حد عاقل يقول ويعمل كده؟ والله أحسن حل... الواحد لا ياكل... ولا يشرب... ولا يتنفس ولا حتى يتكلم بالتلفون ولا يطلع من البيت بس يقعد يطقطق بالإنتل نت والاّ يشوف الدش.
آاااااااااااااااه يمه... نفسي أشوفك... يا جمالك يا أمه... طويلة زي النخلة... ووشك منور زي قمر اربعتاشر... لما عيونك تجي في عيوني ما أعرفش أكذب واللي في قلبي يجي على طول على لساني وأحكي لك كل حاجه... آه يمه من عيونك... نفسي أشوفها... أشوف فيها الحنان والصبر... كنت لما اتعب أجري عليكي وأحط راسي في حضنك وأبكي... من غير ما أحس أبكي... ينغسل قلبي بندى الفجر يمه لما أبكي في حضنك... محتاج لك يمه... محتاج لحنانك... ناقصني إيدك تمسح على راسي وأسمع صوتك يرقيني... آاااااااااااااااه يمه... آاااااااااااااااه... عشتي فلاحة وبس لحد رجليكي ما تشققت... نسيتي نفسك عشان تربيني... وفي الآخر طرت أنا من عشك زي فرخ الحمام اللي طلع له ريش... آاااااااااااااااه يمه... آاااااااااااااااه.
اتحتملتي سفالة أبويا وجنانه... اتحتملتي الزمن ونسيتي نفسك... روحك أقوى من روحي... وحضنك أوسع م السما... لما كانت تضيق بي الدنيا ما ألقى غير أحضانك... وأبويا الله يسامحه لما أروح اشتكي له يكرشني ويقول لي اختشي على دمك... بطل معيله وخليك راجل... أنا مش عارف ازاي قدرتي تتحملي أبويا كل السنين دي؟ بني آدم جلف لا ف قلبه رحمة ولا يعرف الشفقة ولا الحب.
تعرفي... طول عمري ما فتكرش أنه مره طبطب علي والا باسني ولا ضمني لحضنه زي بقية العيال... ماعندوش غير كف زي خف الجمل ينزل على وشي لو عملت حاجه غلط... كف مثل المطرقة ينزل على وشي يلزقني بالأرض... ما عمريش سمعته يتكلم زي الناس... ولا يضحك زي بقية خلق الله... لا يمكن... أعوذ بالله منه... دايماً مكشر وإذا فتح بقه بس علشان يسب ويشتم... أسألك بالله... فيه مره حسيتي أنه يحبك؟ فيه مره حسيتي أن الراجل ده فيه خير؟ أشهد بالله أنك راح تدخلي الجنة لأنك اتحملتي الراجل ده... أنا مش عارف إزاي أرض ربنا استحملته... أنتي ازاي استحملتي العيشه معاه؟
يوم ما مات وصلني الخبر وأنا قاعد ع القهوة... وقفت مكاني وصرخت... معقولة؟ الحمد لله... أخيراً راح وريح الدنيا؟ رحت وصيت واحد من زملاتي في المدرسة يكتب لي إجازة ورجعت البلد عشان أطمن عليكي... لقيتك بتعيطي... يا الله... النخلة تبكي؟ أمي تبكي؟ أنت قويه... أقوى من الموت... فالحه بس توصيني بروحي وسايبه روحك تنطفي؟ ما توصي نفسك... الراجل اللي مات ما ينبكيش عليه... افهمي بقى؟ إن قدرتي يا شاطرة ردي المووووت... صدقيني موت الراجل ده أحسن حاجه حصلت لنا.
بعد ما خلص العزا... رجعت للمدينة أشوف حالي، وأنت ماشية وراي وأنا أجرجر رجليا عايز أرجع ومش عايز أرجع، وصوتك بيرن في وداني "انتبه لنفسك وروحك... روحك... روحك." الله عليكي يمه... الله عليكم يا كل الأمهات.
رجعت شغلي وقعدت مسهم... والناس طيبين... فاكراني زعلان علشان أبويا مات... والحقيقة أنا مسهم لأني مش فاهم إيه اللي بيحصل... وهاعمل ايه في عيشتي... مرة وأنا قاعد مع واحد من زمايلي... قعد يكلمني عن الصلا وقد إيه بتساعد البني آدم يتحمل العيشة ومشاكلها... عارفة يمه هو راجل طيب... بص  لي وهو يبتسم وقال... يا بني عندما تصبح حياتك مظلمة صلي بإيمان لله ليحررك من الظلمة.
رديت عليه وقلت له: وإذا استمرت الظلمة بعد الصلاة فكن واثقاً بأنك لم تسدد فاتورة الكهرباء... بعدها ضحكت.
يصرخ آاااااااااااااااه يمه... آاااااااااااااااه... ليه سبتيني لوحدي من غير حد؟ لا أخ ولا أخت ولا صاحب ولا رفيق... ليه يمه... ليه؟ ليه تموتي ليه... آاااااااااااااااه يمه... آاااااااااااااااه... ليه تموتي ليه؟
ستار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق